المرأة الحديدية حلقة الإمارات
اجمل وأصعب ما في الحياة هو الاستمتاع بتجارب جديدة دون التفكير في نتائج المجازفة ! وهذا تماماً هو ما فعلته في الإمارات
جئت للإمارات وانا احمل معي طموح المحرومات من غايتهم بسبب ارتفاع الأسعار والفقر ! وأحلم بمستقبل مختلف وجميل كما احلم بدبي مدينة البزنس ، كنت اعتقد وبما انها دولة عربية وكنت اسمع عند صديقاتي برخص البضاعة وأرى بضائعها بين الصدقة والمعطى في سوق العاصمة أيضاً بان الحياة فيها ستكون بسيطة لاكتشف العكس.
كل الموريتانيين الذي تعرفت عليهم هناك كان الطابع الموريتاني ظاهر بين الكرم والأصالة في كل شيء كثيرون العطاء كثيرون الكلام!
الكل هناك عزمونا لأرى انواع الكرم والضيافة ومع خروجوا " ترفد الوحده منهم تلفون لصاحبتها المراة "الروراحة" التي لا يخفى عليها شيء داخل الإمارات وخارجها ابنت شيخ الكدية! واتقول انتي الكهلة امكيفنها امشات يختي! كيف اليقوت! ما اتقولو انها أمناتها أشواب لتجيبها انتي فايتك شي هي كانت شبيبة شدها فلان وفلان وعلان وابغاه افلان وكانت شبيبة دكار في عقد من الزمن ! زمن زواجها بالفنانة الفلاني !"
وانتشرت سيرة حياتي في كل مكان من الإمارات! لذا عانيت كثيرا لانه كانت هناك أشياء لا يستطيع العاقل المتوازن تحملها فما بالكم بي وانا لم اخرج من موريتانيا الا بعد ان فقدت كل أعصابي !!
بعد شهر واحد من "الجف" ونشر سيرة حياتي اصبح كل واحدة منهم تعاملني معامله مختلفه حسب رأيتها لي ! مثلا قريبة ابنتي الثانية التي تدعى سعادو تراني خاطفة للرجال وامرأة من اهل القزرة والسريات وتتهمني بالسحر هكذا هي سمعت عند قريبتها زوجة ابو ابنتي التي حرمتها من كل شيء حتى من اعترافه بها فيكف أكون بساحرة!
اما ابنت صديقتي الكهلة في جل ايشير والتي تدعى ماصابوعنها ولتي كان لها حظ من اسمها ، تراني صديقة أمها المراة الكادحة التي تسعى في تربية بناتها و رعاية جدتها بعد ان تخلى عنها الجميع من بينهم اقرب الناس لي وهو أبي ! الذي تراه صديقتي الفاضلة وأبنت عمي التي تعرفت عليها هناك بالرجل المثالي طالب العلم والعالم في عالم الغربة الذي استقبلها هي وزوجها في زمن تقول انه صعب والكل يتهرب من الضيوف بينما هو بيته كان مفتوح للجميع وكان ذالك في ليبيا! "كما كان سماع اخبار ابي عندها اجمل شيء صادفني في الامارات "
اما ابنت شيخنا شيخ الكدية بالرغم من انها تتفاخر بقلادة جدتي وبثمنها الغالي وهي تعلم في نفسها انها قلادة جدتي وان نصف احترامها وكل ما تملكه أخذته على حسابي انا وأمثالي من ضعفاء العقول ........! الا انها تنعتني بـالمجنونة الفقيرة المتشرده التي تزوجت من فنان في دكار بسبب جنونها وكان أباها المنقذ ! ولكني كنت أقول لها كلما تفاخرت علينا بالقلادة وهي تقول من الحب الحر أقول: " حر وحرْ ذاك الواقع لها اللي دايرتيها انتي" لانها كانت كريهة المنظر و بذيئة اللسان الكل تضرر منها حتى نسيبها ابن عمها و أب زوجها الذي تشهد له الامارات كلها بالخير والكرم ! هو وأبنائه ابناء الأصل والعلم كانو اسرة من أوائل الأسر التي هاجرت للإمارات وكانت كل ذريته الأولاد لكنه حافظ على تربيتهم وتعليمه حتى رزقه الله بابنته الصغيرة المدللة صاحبة العشرين كانت فتاة جميلة ومجنونة تدعى لعناد وكان لها هي أيضاً حظ كبير من اسمها عنيدة ورأسها متين مع محافظة أسرتها الا انها كانت لها مغامرات واسرار الكل يعلمها الا أهلها .
مع ألكم الهائل من الموريتانيين الا اني كنت احس بفراق او جفاء فيما بينهم لذا لم تكن الامارات بالنسبة لي سوى غربة داخل الوطن العربي !
اما بالنسبة لزوجي فقد كانت حياته جد صعبة خصوصا انه اخ لأربعة أخوات وأمه وله قبلي زوجات سابقات و ولدان ويصرف على الجميع! بالمشاركة مع ابن عمه زوج اخته الصغيرة لذي يسكن معه وابن اخته الكبيرة شاب "مرموح" وكان يدعى غالي وأخاه الأصغر و اثنان آخران احدهم ابن عمه و هو ايضا اخو زوج اخته والثاني خاله ! الشقه ثلاثة غرف وصاله وحمامان اما المطبخ فهو منعزل قليلا وضيق جداً جداً !
مع صغر الشقة المليئة بألأشخاص الا انهم كانوا لا وقت لهم ! هذا يأتي في المساء وذاك يذهب فيه وهذا ينظف ثيابه في الصباح وذاك يعمل فيه وانا من بينهم انبرد وانحمي لذا وذاك حتى لا أكون السيدة المسيئة ! وأكثر شيء أوجعني في ذالك الوقت هو إحساسي بالوحدة وسط الزحمة لا اعرف احد منهم عالم جديد وغريب ومنكمش ! كنت احيانا أقول ما الذي يجعلني أتحمل كل هذا حيث لا مال ولا ولد يربطني به ولكني أتراجع لسببين أساسيين الاول هو حتى لا يقال عني كما قيل في دكار! وأقول في نفسي لقد كبرت على الفضائح وعليا التحمل ، والثاني هو ان لا أظلمه فأنا لم ارى منه الا كل خير لكن مشكلته الوحيدة هي الكذب و البخل! وقد يكون ناتج عن كثرة المصاريف و "قصف اليد" لكنهم كل ما التصلو بي يريدون شيء اقول لهم قافي الشهير
اعرفتْ ألكم زاد! عنه دحسه! ولاه معتادْ! بيه الرخسة.
اما بخصوص كذبه كنت اقول لهم!
مكذب ذ العليل ! يكذب في الصبح و فاليل.
ومع ان الوحدة وسط الزحمة هي اكثر الم يتعرض له الانسان الا اني كنت معها ومع كل هذا العمل الشاق دوائي الوحيد وصديق عمري هو الحمام كنت ادخله لاستحم وبدأ الغناء تحت الماء لينتهي ببكاء ! يا له من شعور...! كنت أفكر في الماضي الذي أخجل منه والحاضر الذي لا اتحمله والمستقبل المجهول ! نوعه من الرجال لن يطول الزواج به فأنا رقم العشرين ! ولكن في النهاية امسح الدموع واخرج لاضع القليل من الكحل في اعيني واحرق القيل من البخور وكأن شيء لم يكن!
ولكن لا احد يستحق ذالك الكحل ولا تلك الرائحة الا حبيب قلبي ! الذي اجلس كل ليلة انتظره ! حبيبي وفارس أحلامي الذي احلم به منذ الصغر وهو الرجل الروماسي الغني الوسيم في المسلسل التركي الشهير "حبيب من لا حبيب لها" ! كنت ابكي لحزنه واضحك مع ضحكه أعيش القصة وكأنها قصتي وبعد انتهاء المسلسل تتصل ماصابوعنها ونبدأ بالتبراع على الهاتف
وكل ما سألتني اشطاري أجيب
ما طارئ وراك ! ماه ذي غزت لتراك
فتجيب
هاذي ماه حاله ! الا ما غيرنا ذو الرجاله
فاقول لها أيضاً
حبيب من لا حبيبَ ! لها عز مصيبَ
لم أكن الوحيدة الذي عشتقته من بينهن فكثيرات من عشقنه كانو يرون فيه ما لا يرونه في رجالهم! ربما يعود سبب ذالك لقصف الوقت الذي يجمعهم و برود المشاعر الناتج عن كثرة المشاغل والمشاكل!
اما في باقي الأوقات كنت انتظر ابن اخت زوجي الذي بدأ يتقرب مني بسبب عشقه للفتاة المدللة لعناد والتي اصبحت هي ايضا من صديقاتي المقربات بسبب عشقها له كنت انا من يتصل على بيتها لاطلبها على الهاتف فهي ابنت اسرة محافظة ولكني لا اسلم له سماعة الهاتف الا مع تسليمه لي علبة السجائر التي كانت الثمن مقابل كل ما افعله من تقرب فيما بينهم !
قصتهم مع انها كانت على الهاتف فقط الا ان الكل كان يعلمها بسبب جرأة الفتاة كانت تقول للجميع
قولو لهلي وأخوالي ! عن غالي أتم الا غال
كانت لامها اعتراض عليه والسبب صغر سنه و قلة ماله وخبرته في الحياة وتعليمه الغير مكتمل مع انه خريج الجامعة لكنهم أسرة كانت من أهل البدو والرحل تفكبرهم كباقي الموريتانيون في العمل وجمع المال العلم لا قيمة له عندهم بينما أمها كانت مثل أباها وأخوتها كانت متعلمة والفتاة أيضاً جامعية وكانت دائماً تنصحها مع بعض النساء هناك بالاهتمام بما هو اكبر وأنضج على رأيهم لان اصغر فرق تجده بين الواحدة منهن وزوجها وهذا شيء متعارف عليه عند البيظان سبعة سنين على الأقل بينما غالي كان يكبرها بسنتين فقط لذا كانو ينعتوه بالطفل لكنها كانت تجيب
أمع صغر اليزهالي ! فخلاگي اكبير و غالي
بينما غالي كان يغني هو أيضاً ويقول
اجنون العزه الا ينزاد ! في ما ينفع تيت التكراد
ولا نطلب ذاك الجواد ! مول الملك المالو ثاني
أم العند و لعناد ! تقبلني يبرد شيطاني
واكتني زدت اعل المعتاد ! في العزه إلها وعدت الساني
ما يسمي ماه لعناد ! ولا هلها وأنس الثاني
كل هذا الحب والغناء انتهت قصته في فترة قصيرة بتزويج الفتاة لابن عم لها يكبرها تسعة عشر سنة . وانقطعت احلام غالي ولكن علبة السجائر لم تنقطع عني ! والتي كنت لا أستطيع تدخينها الا عند أسرة من الصومال جيراننا عرفني بهم سعدنا رجل غريب من نوعه هو ايضا كان وحيد أمه التي سمته سعدنا فرحاً به حيث لا اخ ولا اخت ولكنها لم تسعد به !
فهو هاجر منذ ثلاثين عام قضى 15 سنة منهم لم يراها وبعد ذالك عاد اليها لتزوجه من قريبته لتنجب منه هي الاخرى ابن وأصبح يزورهم من كل سنتين و لكنها لم تقبل بالوضع كما ان أمه لا تريدها ان تتغرب معه فهي زوجته لها كي يعود لذا طلقها وبعدها لم يزرهم منذ عشرة سنوات
كان سعدنا لا يوجد له عمل ثابت احيانا هنا وأحيانا هناك ولكن علاقاته قوية بالوسط العملي في الامارات بل هو سمسار العمل ! كان يعمل معه زوجي وهو من أتى به الامارات ! عمله هو ضمان عمل لأي شخص في موريتانيا و جلبه للامارات مع اتفاقهم على مبلغ معين كدفعة اولى و الباقي يتم تسديده على دفعات !
أسرة الصومال يقول الموريتانيات انها أسرة غير طبيعية ابنت شيخ الكدية تقول ان أمهم ساحرة سحرته لتأخذ منه ما تريد و لحلاحات أخريات يقلن ان هناك شيء غير طبيعي وانا لم ارى منهم الا كل خير أمهم كانت صومالية تتكلم العربية كانت تقول على الموريتانيا السوقايات كانت كلمة أسواقا تعجبها من الحسانية التي تعلمتها على يده كما كانت "متبيظنه" اي مرحة في نفس الوقت بسبب تعايشها مع البيظان حتى اني مرة وانا انظر في صورة ابني صغيري قلت لها هذا وحيدي اخو البنات قالت ما شاء الله مثلنا نحن الصومال ! زين زين و اسمر! قلت لها انه من "الأسياد" أباه شريف من سلالة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فضحكت وقالت هذا الا من أسواق الموريتانيين حتى الرسول ما سلم منكم .
كما كان لأسرة الصومال وساعدنا صديق اخر انا عن نفسي اسميه فظمة كان يعرف الجميع كل ما ذكرت له اي شخص كان يعرفه او مازال ناجح او فاشل يقول لك فظمة اعرفه منذ كان يتسكع ولا يذكر الا سلبيات الناس ولا يتذكر الا عيوبهم رجل فشل في كل شي حتى في محبة الناس له بسبب حقده على الجميع الناتج عن عقدة نفسية عكس زوجته التي هي ابنت عمه سيدة تنعتها ابنت شيخ الكديية والمافيا من حولها بالمصوفجه ويقلن لها "أهل البادية عندهم جو خاص" ! حيث كنت استغرب لماذا ينعتونها "بالمصوفجة" مع انها متعلمة ومثقفة وأنيقة المظهر والخلق او بمعنى أصح متربية التربية الحسنة لأعلم ان في قاموس اللحلاحات من لا ترتدي الموضة الأسبوعية من دكان السوداني ابو سعد مصوفجة ومن لا تضع مساحيق التجميل والألوان المزخرفة في نظرهم متبدية والمرأة كانت صاحبة عقل وفكر وذاك هو ما جعلهن يسخرن منها و هو ما تسبب لزوجها بالسخرية من كل شخص حتى لا يكون في نظرها ايضا الرجل الفاشل الوحيد لذا هي نقطة ضعفه سبب عقدته النفسية.
كان سعدنا رقم انكماشه عن الناس الا انه شخصية مرحة ومحترمة كانت مشكلته الوحيدة هي التخوف من العودة لأرض الوطن ويظن ان الكل هناك لا يريد سوى ماله ولا حاجة لهم به لذا كنت انصحه كثيراً واذكره بحق أمه عليه التي قلت له فيها
يبؤ يا هداه قيس أمك ! يا بويا هاه قيس أمك
كافيها من ملقاكْ ! ساعة فيها الضمك
والتم اتشوفك واتراكْ ! والتم اتشمكْ واتلمك
واذكره بحقولها عليه...! كما اصبحت ارتاح له كثيرا فهو لم يكن سوى إنسان بسيط وطبيعي كل ما يريده هو العيش بسلام لذا تجده من عمله الى مسكنه علاقاته في وسطهم كانت علاقة عمل واحترام لذا احببت شخصيته او ربما رأيت في شخصيته شخصيتي البسيطة.
وبما انه كان شريك زوجي في يوم من الأيام وصديقه كان يزورنا كثيراً كما اصبحت صداقتي اكثر برجالهم من نسائه ، لأني لم أكن لهم تلك المراة للحلاحة التي لا توجد عنها غير اخبار الناس وأكل الغيبة والطمع في كل من يدخل بيتها ولست مثل جارتنا الاخرى التي اذا اتيتها تحس انك في مأزق ! الشقة ضيقة وهي تتضايق من الرجال ولا تأخذ حريتها معهم بسبب محافظتها لذا نادرا من يزورهم حتى النساء يتضايقن من زوجها لكثرة وجوده في البيت ولأنه محافظ هو أيضاً لا يأخذن حريتهن عندها مع انهم اسرة كريمة ومحترمة !
كنت بالنسبة لهم كنت مثل الأخت والصديقة احترم الجميع ويحترمني الجميع وفوق كل هذا قنوعة ! لن أقول اشتري لي هذا ولا ذاك مع انهم أصبحوا يعرضوا عليا بسبب استغرابهم وتعودهم على مثيلاتي من المتحررات في الطلبة وكثرة الحوائج!
ولكن صداقتي بهم اصبحت تضايق صديقاتي اللحلاحات لذا سوقاو عليا ان سعدنا ترك ام اسرة الصومال ليجعلني مكانها فغضب زوجي غضب شديد وطلقني بدون تفكير هكذا اعمته الغيرة ليقول أمامهم جميعا انتي طالق كفطي گايسه اهلك ! ليجدو اللحلاحات شيء اخر يتكلمن فيه .
بما ان طلاقي كان مفاجئ وامام الناس او باكلامنا نحن البيظان كان متغشري ومع أني كنت احس بنظرات الشفقة من المقربين و مدى تأسفهم وكأنه امر عظيم الا انه لم يأثر في نفسيتي لم اهتم ربما بسبب التعود او ان الرجل لم اهتم له او لا ادري!
المهم بعد يوم من الجف وأسواق وتدخل كل من كان يعرفني من أصدقائه وأهله وإخوته اليتضح له انه كان مخطأ ! بدأ بامسگري وصربة من هنا وأخرى من هناك حتى انه قال حينها:
انا البارح يالعراد! قالولي عنك شي
وصدقتٌ واعرفت أني زاد ! ماني شي ولاهم شي
وقال أيضاً
مزين اعليها لفگايع ! وازين من منهم گاع الحنّ
وأرني شاري ماني بايع ! و أمرظي حق اخلع أنّ
وانا بكل بساطة سامحته وليس لحبي له إنما لشفقتي عليه! بدأت افهم سبب فشله في الزواج الرجل كان عديم الشخصية يسمح لغيره بالتكلم والتدخل والنصح في زواجه ويصدق كل ما يسمعه! ويهمه كلام الناس اكثر من حياته الشخصية وأقرب الناس اليه ! كان باختصار رجل من "المجتمع الموريتاني"
بعد الحنة التي حنتها لي ماصابو عنها عند الهنود كمناصرة لي و أتى هو بأصدقائه وبونتي واتشعشيع حتى ان ابنت شيخ الكدية حضرت لترى وتلحلح لكني قررت ان أوقفها عند حدها ولن أكون ضحية لأحد بعد اليوم وابحث لها عن ما يصمتها لان بعض البشر لا يرده الا أخلاقه ! حينها تذكرت ابنت أخاها الأكبر حفيدة حارس العمارة، فكانت كلما جلست بمجلس وبدأت باحادثها الثقيلة اقول لها ما قصة ابنت اخاك اعرف جدها كان جار لنا فتصمت لانها لا تريد لأي كان ان يعلم بسرهم ولا بما فعلوه بها وبي أمها ! ولكني لحبي الشديد للفتاة التي طالما اعتبرتها مثل ابنتي أبدا بالثناء عليها وهذا من ما جعلها تتصدق عليا بشيء من العافية وتصمت !
بعد ما هدأت النفوس بدأت أفكر في المستقبل المجهول واتصور نفسي وانا عائدة مطلقة وابحث عن اخر وهل سأجده ام لا ولماذا اقبل بالفكرة أصلا لذا فكرت وقررت لا طلاق بعد اليوم وبدأت ادرس نفسيته وأتعامل معه معاملة الأطفال كنت اضحك في وجهه كثيرا واتظاهر له بكره ما يكره وحب ما يحب وأتحمل كل سخافاته ورضيت بقليله كل هذا مقابل حياة هادئة تحت ظل "رجل" التهجال صعب ومر ومن نعرفه أحسن من من لا نعرفه والتضحية مطلوبة بل واجب من واجبات الحياة.
قضيت شهور على هذه الحالة حتى أخبرتني ماصابو عنها بان جارتي ام أسرة الصومال تعرف ساحر هندي يسحر تحت الطاولة لان هذه الأمور يحرمها القانون الإماراتي ، وان الساحر يقهر البقر فمابالكم بالرجال وان هناك فتوى شرعية تبيح للمرأة سحر زوجها خصوصا اذا كانت تنوي له الخير والاستقرار !
ذهبت الى ذالك لساحر الهندي كان غريب من نوعه واضح وصريح قال لي حتى أكون صريح معك سحري يأخذ الوقت لكنه لا يعرف اللف ولا الدوران اما ان يعيش معك للأبد او يطلقك للأبد وكل هذا حسب توافق طبيعتك مع الأعشاب ! وعليه أخذت من عنده الكثير من البخور والأعشاب وبدأت مرحلة السحر وفعلا اصبح الرجل مثل الخاتم في إصبعي خصوصا بعد مفاجئة حلمي الذي كان يقول انه فاتحة خير عليه ! بسبب مجيء صديقنا سعدنا ليخبر زوجي بمشروعه الكبير...! لكنه كان يحتاج لشريك له يكون صاحب خبرة في سمسرة العقارات لذا لجأ له لان سمسرة العقارات كانت عمله قبل ذهابه للامارات. المهم وافق زوجي ووافق الممول وهو رجل اعمال إماراتي كبير وبدأت إجرائات الشركة او المشروع وهنا أتى الفرج! اخبروني حينها انهم سيعملان معا وان المشروع له فائده كبيرة خصوصا على المواطن البسيط على الأقل سيساعد في تشغيل 2000 شخص عاطل عن العمل....!
فرحت كثيراً وقلت في نفسي وأخيرا بعث الله لي من يهتم وله طموح انها فائدة الصبر ! عدنا جميعا ومعنا انا فرحت بعودتي لجدتي وبناتي خصوصا أني كنت بحاجة لهم في تلك الفترة بسبب الحمل والوحم ، وكذالك سعدنا كان فرحا بانه وأخيرا سيستقر مع أمه ويعود لزوجته ام ابنه اما زوجي فكان يقول بأعينهم التي لم ارتح لها يموما وداعا للفقر! بينما الامراتي كان مشغول بمنظر المطار والأسواق ويقول ايش رأيكم نعمل صفقة مع الحكومة موريتانيا محتاجه وايد أشياء وكان معه حق وأكثر شيء بحاجة له هو الأمانة والصدق لقد اختفى زوجي مع المبلغ ! هرب و لم يعد !
وتحققت نبوئة الهندي و تركني للأبد وارجعت أيد من لوره وحده من قدام !
حيث لا مال ولا عمل ولست بالمطلقة لابحث عن اخر يساعدني في قساوة الزمن !
لاجلس مع جدتي وبناتي وخيبة أمل جديدة ومآسي جدد وحمل سينتج عنه طفل جديد مجهول المصير مثله مثل أمه وباقي اخوته !
هنا تنتهي حلقة الإمارات أراكم الأسبوع القادم في الحلقة القادمة
ملاحظة سيتم اعادة نشر الحلقات السابقة وذالك بسبب بعض التعديلات التي من بينها تسمية الشخصيلات
اجمل وأصعب ما في الحياة هو الاستمتاع بتجارب جديدة دون التفكير في نتائج المجازفة ! وهذا تماماً هو ما فعلته في الإمارات
جئت للإمارات وانا احمل معي طموح المحرومات من غايتهم بسبب ارتفاع الأسعار والفقر ! وأحلم بمستقبل مختلف وجميل كما احلم بدبي مدينة البزنس ، كنت اعتقد وبما انها دولة عربية وكنت اسمع عند صديقاتي برخص البضاعة وأرى بضائعها بين الصدقة والمعطى في سوق العاصمة أيضاً بان الحياة فيها ستكون بسيطة لاكتشف العكس.
كل الموريتانيين الذي تعرفت عليهم هناك كان الطابع الموريتاني ظاهر بين الكرم والأصالة في كل شيء كثيرون العطاء كثيرون الكلام!
الكل هناك عزمونا لأرى انواع الكرم والضيافة ومع خروجوا " ترفد الوحده منهم تلفون لصاحبتها المراة "الروراحة" التي لا يخفى عليها شيء داخل الإمارات وخارجها ابنت شيخ الكدية! واتقول انتي الكهلة امكيفنها امشات يختي! كيف اليقوت! ما اتقولو انها أمناتها أشواب لتجيبها انتي فايتك شي هي كانت شبيبة شدها فلان وفلان وعلان وابغاه افلان وكانت شبيبة دكار في عقد من الزمن ! زمن زواجها بالفنانة الفلاني !"
وانتشرت سيرة حياتي في كل مكان من الإمارات! لذا عانيت كثيرا لانه كانت هناك أشياء لا يستطيع العاقل المتوازن تحملها فما بالكم بي وانا لم اخرج من موريتانيا الا بعد ان فقدت كل أعصابي !!
بعد شهر واحد من "الجف" ونشر سيرة حياتي اصبح كل واحدة منهم تعاملني معامله مختلفه حسب رأيتها لي ! مثلا قريبة ابنتي الثانية التي تدعى سعادو تراني خاطفة للرجال وامرأة من اهل القزرة والسريات وتتهمني بالسحر هكذا هي سمعت عند قريبتها زوجة ابو ابنتي التي حرمتها من كل شيء حتى من اعترافه بها فيكف أكون بساحرة!
اما ابنت صديقتي الكهلة في جل ايشير والتي تدعى ماصابوعنها ولتي كان لها حظ من اسمها ، تراني صديقة أمها المراة الكادحة التي تسعى في تربية بناتها و رعاية جدتها بعد ان تخلى عنها الجميع من بينهم اقرب الناس لي وهو أبي ! الذي تراه صديقتي الفاضلة وأبنت عمي التي تعرفت عليها هناك بالرجل المثالي طالب العلم والعالم في عالم الغربة الذي استقبلها هي وزوجها في زمن تقول انه صعب والكل يتهرب من الضيوف بينما هو بيته كان مفتوح للجميع وكان ذالك في ليبيا! "كما كان سماع اخبار ابي عندها اجمل شيء صادفني في الامارات "
اما ابنت شيخنا شيخ الكدية بالرغم من انها تتفاخر بقلادة جدتي وبثمنها الغالي وهي تعلم في نفسها انها قلادة جدتي وان نصف احترامها وكل ما تملكه أخذته على حسابي انا وأمثالي من ضعفاء العقول ........! الا انها تنعتني بـالمجنونة الفقيرة المتشرده التي تزوجت من فنان في دكار بسبب جنونها وكان أباها المنقذ ! ولكني كنت أقول لها كلما تفاخرت علينا بالقلادة وهي تقول من الحب الحر أقول: " حر وحرْ ذاك الواقع لها اللي دايرتيها انتي" لانها كانت كريهة المنظر و بذيئة اللسان الكل تضرر منها حتى نسيبها ابن عمها و أب زوجها الذي تشهد له الامارات كلها بالخير والكرم ! هو وأبنائه ابناء الأصل والعلم كانو اسرة من أوائل الأسر التي هاجرت للإمارات وكانت كل ذريته الأولاد لكنه حافظ على تربيتهم وتعليمه حتى رزقه الله بابنته الصغيرة المدللة صاحبة العشرين كانت فتاة جميلة ومجنونة تدعى لعناد وكان لها هي أيضاً حظ كبير من اسمها عنيدة ورأسها متين مع محافظة أسرتها الا انها كانت لها مغامرات واسرار الكل يعلمها الا أهلها .
مع ألكم الهائل من الموريتانيين الا اني كنت احس بفراق او جفاء فيما بينهم لذا لم تكن الامارات بالنسبة لي سوى غربة داخل الوطن العربي !
اما بالنسبة لزوجي فقد كانت حياته جد صعبة خصوصا انه اخ لأربعة أخوات وأمه وله قبلي زوجات سابقات و ولدان ويصرف على الجميع! بالمشاركة مع ابن عمه زوج اخته الصغيرة لذي يسكن معه وابن اخته الكبيرة شاب "مرموح" وكان يدعى غالي وأخاه الأصغر و اثنان آخران احدهم ابن عمه و هو ايضا اخو زوج اخته والثاني خاله ! الشقه ثلاثة غرف وصاله وحمامان اما المطبخ فهو منعزل قليلا وضيق جداً جداً !
مع صغر الشقة المليئة بألأشخاص الا انهم كانوا لا وقت لهم ! هذا يأتي في المساء وذاك يذهب فيه وهذا ينظف ثيابه في الصباح وذاك يعمل فيه وانا من بينهم انبرد وانحمي لذا وذاك حتى لا أكون السيدة المسيئة ! وأكثر شيء أوجعني في ذالك الوقت هو إحساسي بالوحدة وسط الزحمة لا اعرف احد منهم عالم جديد وغريب ومنكمش ! كنت احيانا أقول ما الذي يجعلني أتحمل كل هذا حيث لا مال ولا ولد يربطني به ولكني أتراجع لسببين أساسيين الاول هو حتى لا يقال عني كما قيل في دكار! وأقول في نفسي لقد كبرت على الفضائح وعليا التحمل ، والثاني هو ان لا أظلمه فأنا لم ارى منه الا كل خير لكن مشكلته الوحيدة هي الكذب و البخل! وقد يكون ناتج عن كثرة المصاريف و "قصف اليد" لكنهم كل ما التصلو بي يريدون شيء اقول لهم قافي الشهير
اعرفتْ ألكم زاد! عنه دحسه! ولاه معتادْ! بيه الرخسة.
اما بخصوص كذبه كنت اقول لهم!
مكذب ذ العليل ! يكذب في الصبح و فاليل.
ومع ان الوحدة وسط الزحمة هي اكثر الم يتعرض له الانسان الا اني كنت معها ومع كل هذا العمل الشاق دوائي الوحيد وصديق عمري هو الحمام كنت ادخله لاستحم وبدأ الغناء تحت الماء لينتهي ببكاء ! يا له من شعور...! كنت أفكر في الماضي الذي أخجل منه والحاضر الذي لا اتحمله والمستقبل المجهول ! نوعه من الرجال لن يطول الزواج به فأنا رقم العشرين ! ولكن في النهاية امسح الدموع واخرج لاضع القليل من الكحل في اعيني واحرق القيل من البخور وكأن شيء لم يكن!
ولكن لا احد يستحق ذالك الكحل ولا تلك الرائحة الا حبيب قلبي ! الذي اجلس كل ليلة انتظره ! حبيبي وفارس أحلامي الذي احلم به منذ الصغر وهو الرجل الروماسي الغني الوسيم في المسلسل التركي الشهير "حبيب من لا حبيب لها" ! كنت ابكي لحزنه واضحك مع ضحكه أعيش القصة وكأنها قصتي وبعد انتهاء المسلسل تتصل ماصابوعنها ونبدأ بالتبراع على الهاتف
وكل ما سألتني اشطاري أجيب
ما طارئ وراك ! ماه ذي غزت لتراك
فتجيب
هاذي ماه حاله ! الا ما غيرنا ذو الرجاله
فاقول لها أيضاً
حبيب من لا حبيبَ ! لها عز مصيبَ
لم أكن الوحيدة الذي عشتقته من بينهن فكثيرات من عشقنه كانو يرون فيه ما لا يرونه في رجالهم! ربما يعود سبب ذالك لقصف الوقت الذي يجمعهم و برود المشاعر الناتج عن كثرة المشاغل والمشاكل!
اما في باقي الأوقات كنت انتظر ابن اخت زوجي الذي بدأ يتقرب مني بسبب عشقه للفتاة المدللة لعناد والتي اصبحت هي ايضا من صديقاتي المقربات بسبب عشقها له كنت انا من يتصل على بيتها لاطلبها على الهاتف فهي ابنت اسرة محافظة ولكني لا اسلم له سماعة الهاتف الا مع تسليمه لي علبة السجائر التي كانت الثمن مقابل كل ما افعله من تقرب فيما بينهم !
قصتهم مع انها كانت على الهاتف فقط الا ان الكل كان يعلمها بسبب جرأة الفتاة كانت تقول للجميع
قولو لهلي وأخوالي ! عن غالي أتم الا غال
كانت لامها اعتراض عليه والسبب صغر سنه و قلة ماله وخبرته في الحياة وتعليمه الغير مكتمل مع انه خريج الجامعة لكنهم أسرة كانت من أهل البدو والرحل تفكبرهم كباقي الموريتانيون في العمل وجمع المال العلم لا قيمة له عندهم بينما أمها كانت مثل أباها وأخوتها كانت متعلمة والفتاة أيضاً جامعية وكانت دائماً تنصحها مع بعض النساء هناك بالاهتمام بما هو اكبر وأنضج على رأيهم لان اصغر فرق تجده بين الواحدة منهن وزوجها وهذا شيء متعارف عليه عند البيظان سبعة سنين على الأقل بينما غالي كان يكبرها بسنتين فقط لذا كانو ينعتوه بالطفل لكنها كانت تجيب
أمع صغر اليزهالي ! فخلاگي اكبير و غالي
بينما غالي كان يغني هو أيضاً ويقول
اجنون العزه الا ينزاد ! في ما ينفع تيت التكراد
ولا نطلب ذاك الجواد ! مول الملك المالو ثاني
أم العند و لعناد ! تقبلني يبرد شيطاني
واكتني زدت اعل المعتاد ! في العزه إلها وعدت الساني
ما يسمي ماه لعناد ! ولا هلها وأنس الثاني
كل هذا الحب والغناء انتهت قصته في فترة قصيرة بتزويج الفتاة لابن عم لها يكبرها تسعة عشر سنة . وانقطعت احلام غالي ولكن علبة السجائر لم تنقطع عني ! والتي كنت لا أستطيع تدخينها الا عند أسرة من الصومال جيراننا عرفني بهم سعدنا رجل غريب من نوعه هو ايضا كان وحيد أمه التي سمته سعدنا فرحاً به حيث لا اخ ولا اخت ولكنها لم تسعد به !
فهو هاجر منذ ثلاثين عام قضى 15 سنة منهم لم يراها وبعد ذالك عاد اليها لتزوجه من قريبته لتنجب منه هي الاخرى ابن وأصبح يزورهم من كل سنتين و لكنها لم تقبل بالوضع كما ان أمه لا تريدها ان تتغرب معه فهي زوجته لها كي يعود لذا طلقها وبعدها لم يزرهم منذ عشرة سنوات
كان سعدنا لا يوجد له عمل ثابت احيانا هنا وأحيانا هناك ولكن علاقاته قوية بالوسط العملي في الامارات بل هو سمسار العمل ! كان يعمل معه زوجي وهو من أتى به الامارات ! عمله هو ضمان عمل لأي شخص في موريتانيا و جلبه للامارات مع اتفاقهم على مبلغ معين كدفعة اولى و الباقي يتم تسديده على دفعات !
أسرة الصومال يقول الموريتانيات انها أسرة غير طبيعية ابنت شيخ الكدية تقول ان أمهم ساحرة سحرته لتأخذ منه ما تريد و لحلاحات أخريات يقلن ان هناك شيء غير طبيعي وانا لم ارى منهم الا كل خير أمهم كانت صومالية تتكلم العربية كانت تقول على الموريتانيا السوقايات كانت كلمة أسواقا تعجبها من الحسانية التي تعلمتها على يده كما كانت "متبيظنه" اي مرحة في نفس الوقت بسبب تعايشها مع البيظان حتى اني مرة وانا انظر في صورة ابني صغيري قلت لها هذا وحيدي اخو البنات قالت ما شاء الله مثلنا نحن الصومال ! زين زين و اسمر! قلت لها انه من "الأسياد" أباه شريف من سلالة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فضحكت وقالت هذا الا من أسواق الموريتانيين حتى الرسول ما سلم منكم .
كما كان لأسرة الصومال وساعدنا صديق اخر انا عن نفسي اسميه فظمة كان يعرف الجميع كل ما ذكرت له اي شخص كان يعرفه او مازال ناجح او فاشل يقول لك فظمة اعرفه منذ كان يتسكع ولا يذكر الا سلبيات الناس ولا يتذكر الا عيوبهم رجل فشل في كل شي حتى في محبة الناس له بسبب حقده على الجميع الناتج عن عقدة نفسية عكس زوجته التي هي ابنت عمه سيدة تنعتها ابنت شيخ الكديية والمافيا من حولها بالمصوفجه ويقلن لها "أهل البادية عندهم جو خاص" ! حيث كنت استغرب لماذا ينعتونها "بالمصوفجة" مع انها متعلمة ومثقفة وأنيقة المظهر والخلق او بمعنى أصح متربية التربية الحسنة لأعلم ان في قاموس اللحلاحات من لا ترتدي الموضة الأسبوعية من دكان السوداني ابو سعد مصوفجة ومن لا تضع مساحيق التجميل والألوان المزخرفة في نظرهم متبدية والمرأة كانت صاحبة عقل وفكر وذاك هو ما جعلهن يسخرن منها و هو ما تسبب لزوجها بالسخرية من كل شخص حتى لا يكون في نظرها ايضا الرجل الفاشل الوحيد لذا هي نقطة ضعفه سبب عقدته النفسية.
كان سعدنا رقم انكماشه عن الناس الا انه شخصية مرحة ومحترمة كانت مشكلته الوحيدة هي التخوف من العودة لأرض الوطن ويظن ان الكل هناك لا يريد سوى ماله ولا حاجة لهم به لذا كنت انصحه كثيراً واذكره بحق أمه عليه التي قلت له فيها
يبؤ يا هداه قيس أمك ! يا بويا هاه قيس أمك
كافيها من ملقاكْ ! ساعة فيها الضمك
والتم اتشوفك واتراكْ ! والتم اتشمكْ واتلمك
واذكره بحقولها عليه...! كما اصبحت ارتاح له كثيرا فهو لم يكن سوى إنسان بسيط وطبيعي كل ما يريده هو العيش بسلام لذا تجده من عمله الى مسكنه علاقاته في وسطهم كانت علاقة عمل واحترام لذا احببت شخصيته او ربما رأيت في شخصيته شخصيتي البسيطة.
وبما انه كان شريك زوجي في يوم من الأيام وصديقه كان يزورنا كثيراً كما اصبحت صداقتي اكثر برجالهم من نسائه ، لأني لم أكن لهم تلك المراة للحلاحة التي لا توجد عنها غير اخبار الناس وأكل الغيبة والطمع في كل من يدخل بيتها ولست مثل جارتنا الاخرى التي اذا اتيتها تحس انك في مأزق ! الشقة ضيقة وهي تتضايق من الرجال ولا تأخذ حريتها معهم بسبب محافظتها لذا نادرا من يزورهم حتى النساء يتضايقن من زوجها لكثرة وجوده في البيت ولأنه محافظ هو أيضاً لا يأخذن حريتهن عندها مع انهم اسرة كريمة ومحترمة !
كنت بالنسبة لهم كنت مثل الأخت والصديقة احترم الجميع ويحترمني الجميع وفوق كل هذا قنوعة ! لن أقول اشتري لي هذا ولا ذاك مع انهم أصبحوا يعرضوا عليا بسبب استغرابهم وتعودهم على مثيلاتي من المتحررات في الطلبة وكثرة الحوائج!
ولكن صداقتي بهم اصبحت تضايق صديقاتي اللحلاحات لذا سوقاو عليا ان سعدنا ترك ام اسرة الصومال ليجعلني مكانها فغضب زوجي غضب شديد وطلقني بدون تفكير هكذا اعمته الغيرة ليقول أمامهم جميعا انتي طالق كفطي گايسه اهلك ! ليجدو اللحلاحات شيء اخر يتكلمن فيه .
بما ان طلاقي كان مفاجئ وامام الناس او باكلامنا نحن البيظان كان متغشري ومع أني كنت احس بنظرات الشفقة من المقربين و مدى تأسفهم وكأنه امر عظيم الا انه لم يأثر في نفسيتي لم اهتم ربما بسبب التعود او ان الرجل لم اهتم له او لا ادري!
المهم بعد يوم من الجف وأسواق وتدخل كل من كان يعرفني من أصدقائه وأهله وإخوته اليتضح له انه كان مخطأ ! بدأ بامسگري وصربة من هنا وأخرى من هناك حتى انه قال حينها:
انا البارح يالعراد! قالولي عنك شي
وصدقتٌ واعرفت أني زاد ! ماني شي ولاهم شي
وقال أيضاً
مزين اعليها لفگايع ! وازين من منهم گاع الحنّ
وأرني شاري ماني بايع ! و أمرظي حق اخلع أنّ
وانا بكل بساطة سامحته وليس لحبي له إنما لشفقتي عليه! بدأت افهم سبب فشله في الزواج الرجل كان عديم الشخصية يسمح لغيره بالتكلم والتدخل والنصح في زواجه ويصدق كل ما يسمعه! ويهمه كلام الناس اكثر من حياته الشخصية وأقرب الناس اليه ! كان باختصار رجل من "المجتمع الموريتاني"
بعد الحنة التي حنتها لي ماصابو عنها عند الهنود كمناصرة لي و أتى هو بأصدقائه وبونتي واتشعشيع حتى ان ابنت شيخ الكدية حضرت لترى وتلحلح لكني قررت ان أوقفها عند حدها ولن أكون ضحية لأحد بعد اليوم وابحث لها عن ما يصمتها لان بعض البشر لا يرده الا أخلاقه ! حينها تذكرت ابنت أخاها الأكبر حفيدة حارس العمارة، فكانت كلما جلست بمجلس وبدأت باحادثها الثقيلة اقول لها ما قصة ابنت اخاك اعرف جدها كان جار لنا فتصمت لانها لا تريد لأي كان ان يعلم بسرهم ولا بما فعلوه بها وبي أمها ! ولكني لحبي الشديد للفتاة التي طالما اعتبرتها مثل ابنتي أبدا بالثناء عليها وهذا من ما جعلها تتصدق عليا بشيء من العافية وتصمت !
بعد ما هدأت النفوس بدأت أفكر في المستقبل المجهول واتصور نفسي وانا عائدة مطلقة وابحث عن اخر وهل سأجده ام لا ولماذا اقبل بالفكرة أصلا لذا فكرت وقررت لا طلاق بعد اليوم وبدأت ادرس نفسيته وأتعامل معه معاملة الأطفال كنت اضحك في وجهه كثيرا واتظاهر له بكره ما يكره وحب ما يحب وأتحمل كل سخافاته ورضيت بقليله كل هذا مقابل حياة هادئة تحت ظل "رجل" التهجال صعب ومر ومن نعرفه أحسن من من لا نعرفه والتضحية مطلوبة بل واجب من واجبات الحياة.
قضيت شهور على هذه الحالة حتى أخبرتني ماصابو عنها بان جارتي ام أسرة الصومال تعرف ساحر هندي يسحر تحت الطاولة لان هذه الأمور يحرمها القانون الإماراتي ، وان الساحر يقهر البقر فمابالكم بالرجال وان هناك فتوى شرعية تبيح للمرأة سحر زوجها خصوصا اذا كانت تنوي له الخير والاستقرار !
ذهبت الى ذالك لساحر الهندي كان غريب من نوعه واضح وصريح قال لي حتى أكون صريح معك سحري يأخذ الوقت لكنه لا يعرف اللف ولا الدوران اما ان يعيش معك للأبد او يطلقك للأبد وكل هذا حسب توافق طبيعتك مع الأعشاب ! وعليه أخذت من عنده الكثير من البخور والأعشاب وبدأت مرحلة السحر وفعلا اصبح الرجل مثل الخاتم في إصبعي خصوصا بعد مفاجئة حلمي الذي كان يقول انه فاتحة خير عليه ! بسبب مجيء صديقنا سعدنا ليخبر زوجي بمشروعه الكبير...! لكنه كان يحتاج لشريك له يكون صاحب خبرة في سمسرة العقارات لذا لجأ له لان سمسرة العقارات كانت عمله قبل ذهابه للامارات. المهم وافق زوجي ووافق الممول وهو رجل اعمال إماراتي كبير وبدأت إجرائات الشركة او المشروع وهنا أتى الفرج! اخبروني حينها انهم سيعملان معا وان المشروع له فائده كبيرة خصوصا على المواطن البسيط على الأقل سيساعد في تشغيل 2000 شخص عاطل عن العمل....!
فرحت كثيراً وقلت في نفسي وأخيرا بعث الله لي من يهتم وله طموح انها فائدة الصبر ! عدنا جميعا ومعنا انا فرحت بعودتي لجدتي وبناتي خصوصا أني كنت بحاجة لهم في تلك الفترة بسبب الحمل والوحم ، وكذالك سعدنا كان فرحا بانه وأخيرا سيستقر مع أمه ويعود لزوجته ام ابنه اما زوجي فكان يقول بأعينهم التي لم ارتح لها يموما وداعا للفقر! بينما الامراتي كان مشغول بمنظر المطار والأسواق ويقول ايش رأيكم نعمل صفقة مع الحكومة موريتانيا محتاجه وايد أشياء وكان معه حق وأكثر شيء بحاجة له هو الأمانة والصدق لقد اختفى زوجي مع المبلغ ! هرب و لم يعد !
وتحققت نبوئة الهندي و تركني للأبد وارجعت أيد من لوره وحده من قدام !
حيث لا مال ولا عمل ولست بالمطلقة لابحث عن اخر يساعدني في قساوة الزمن !
لاجلس مع جدتي وبناتي وخيبة أمل جديدة ومآسي جدد وحمل سينتج عنه طفل جديد مجهول المصير مثله مثل أمه وباقي اخوته !
هنا تنتهي حلقة الإمارات أراكم الأسبوع القادم في الحلقة القادمة
ملاحظة سيتم اعادة نشر الحلقات السابقة وذالك بسبب بعض التعديلات التي من بينها تسمية الشخصيلات
بسم الله الرحمن الرحيم يذا من اتكركير و الشدايد هههه كان فيها كير من البؤس والمتناقضات لكنها قصة تستحق القراءة فيها بعض من مشاكلنا و التي يجب معالجتها أكتبي كثيرا وراجعي وستكونين قصاصة أو روائية
ReplyDeleteسرد عفوى الى حد كبير و به احداث واقعية الى حد كبير يضفى عليها طابعا مميزا
ReplyDeleteمع فائق التحية
دوما ماهو قريب من لواقع او على الاصح ملامس للواقع من مشاكل الحياة يعطيك فكره عن مشاكل وتناقضات التي نعيشها اراه واقع وليس قصه
ReplyDeleteاستمري واتمنى لكي ايام اكثر سعاده