Sunday, September 14, 2014

ان تخسر الناس افضل من ان تخسر نفسك

استيقظ "لمدخن" في صباح يوم "امريفي واحمر" و "اخبط ايديه في اتراب وكبر" ! وبعد الصلاة شرب كأسه واشعل اخر سجارة كانت عنده وخرج يبحث عن رزقه!


 اخذ تاكسي بآخر مئة اوقية كانت عنده ونزل منها عند سوق العاصمة "كبتال" ! التفت على الجهات الاربعه ولم يجد من يساعده و هو كان "متخومي" و لا يعمل الاعمال الركيكه على رأيه مثل "اتنيفير والتيفي...الخ" ولا يعرف هناك احد ليشحت او يستلف منه

بعد "لودات اطوالات" في السوق وجد فتاة في دكان "اتذار اتاي" وتبتسم ادخل يده في جيبه واخذ "شانتيوه" من عطر (جي فنشي) كان قد اعطاه له احد الاصدقاء وتعطره بآخر قطرة كانت فيه، ثم دخل على الفتاة وبدأ "باتمرحيب" والاسئله عن الطواري ولم ينتهي المجلس حتى علم انها يتيمة الام وفريسة سهله لامثاله من رجال "احكم وارخي" زوج طلق ! فقال في نفسه هذه "ضحية" اخرى ساتزوجها ! وعندما بدأ بجمع معلومات اكثر عنها وهو يسألها من اي الناس انتي الى اخر ذالك اكتشف انها ابنته !


 اصاب الرجل بالذهول وبدا بعضه يدخل في بعض و نزلت الدمعه من عيناه عن غير قصد مع انه حاول اخفائها كثيرا وقال لها اط: انا اباكي يا بنيتي فرحت البنت لانها واخيرا رأت اباها الذي لم تراه قط و انستها الفرحة كل ما فعله بيها و بي امها و احتضنته واخذته معها للمنزل 


عندما دخل المنزل فاذا بثلاثة اطفال اصغرهم خمسة شهور والاكبر لا ابا له والاخرين اباهم طلقها من سنة تقريبا هكذا اخبرته جدتها وهي تعاتبه ! هنا احتار الرجل في امره هل يأخذ ابنته التي لم يكن يعرفها ويعرفها على باقي اسرته وابناء عمومته ام انه يختفي ويعود من حيث جاء ولا يدنس سمعته وشرفه بها وبعد تفكير طويل قرر ان يتغدى وياخذ اجرة التكسي منها ليعود الى وبيته وينتهي من هذا الكابوس المزعج ! 


عاد للبيت وخلد للنوم وفي صباح الغد استقظ و توضأ وصلى بوقار وسكينه واستعاد انسانيته التي كانت ضائعة في السهر والمعاصي والانانية والخوف من الاخرين! ثم قرر الذهاب لابنته في السوق. وبما انه لا يملك ثمن سيارة الاجرة قرر ان يذهب اليها مشا على الاقدام!


عندما وصل للسوق فاذا بمنادي ينادي دكان 66c يحتاج لعمال يحملون بعض البضائع اليه ذهب الى صاحب الدكان وبدأ بالعمل ولم يسأل عن الاجرة كم وبعد انتهاء العمل اعطاه صاحب الدكان وهو ينظر اليه نظرت استغراب 500 اوقية اخذها وذهب الى بائع الالعاب و اشترى من عنده "سرساره" للاطفال بمئة اوقية ثم اشترى النعناع والخبز وذهب الى دكان ابنته وطلب منها ان تصب له الشاي وبدا حديث اب لابنته.

 وعند المقيل ساعدها في اغلاق المحل وذهبوا الى بيتها استقبله ابنها الكبير بفرح وسرور واخذ اصغرهم وبدأ يداعب احفاده ويسكت الصغير باللعبة التي اشترى له "السرساره" ثم تغدى وشرب الشاي واستودعهم عندها سألته الابنته الى اين ذاهب يا ابتي قال لها ذاهب ابحث عن عمل. قالت له وباستغراب عن اي عمل تبحث يا ابتي فاحاب عن اي عمل يغنيني عن السوال مثل عملي اليوم وحكى لها ما حصل ! فصرخت في وجهه وقالت لا يا والدي انا ابي لا يعمل "منيفر" ماذا سيقولوا عنا الناس؟!  فاجابها وما علاقة الناس بنا ؟! خسرت نفسي بسبب الناس وكنت ساخسرك بسبب الناس وعندما نكون بأمس الحاجة للناس لن نجدهم أمامنا.

Thursday, June 19, 2014

فيطمه

الفيطمة فتاة من الريف سمراء البشرة جميلة الملامح لها وجه ذو ابتسامة مشرقة وعيون واسعة براقة تملؤهم البراءة و الذكاء. كانت الفيطمة تدرس في الابتداية في قريتها الصغيرة ام لبير كانت مدرستها عبارة عن بيت من الطين له سقف من الخشب كما كانت البنت الوحيدة التي تدرس من القرية لذا كن صديقاتها ينعتنها  باحمد راجل لحفظها للقران وهي في سن الثامنة من عمرها بينما باقي اهل القرية يصفونها بالطفلة الغريبة التي تركها اهلها لتختلط بالرجال مع انهم اسرة محترمة ومحافظة واهل جاه وعلم! والرجال في نظر اهل القرية هم الاولاد  اصحاب السابعة حتى الثانية عشر وذالك بحكم ان الفصل واحد حيث يختلط فيه جميع الاعمار والمستويات لكنها كانت اكبر من الجميع في الفصل واذكاهم. عمرها ثلاثة عشر عام و طموحها ان تدرس وتاخذ كنكور وهو شهادة ختم الدروس في الابتدائية لتنتقل من القرية للمدينة وتاخذ الباكلوريا لتكمل دراستها في الجامعة في العاصمة انواكشوط لا بل كان طموحها اكبر من ذالك كانت دائما تقول ساكون اول عالمة شنقيطية في السعودية وساخذ دكتوراه في العلوم الاسلامية منها كما كان والديها يساعدانها على طموحها وخصوصا امها لالة السيدة الفاضلة . و عندما رأى معلمها وهو شاب في الثلاثينيات من عمره ذكائها اصبح يساعدها باعطائها الكتب والمراجعة وفعلا كانت ذكية وسريعة الفهم والحفظ ،امتحنت في كنكور وهي تنتظر النتيجة شاء القدر ان يغير حياتها واحلامها وتعيش مالم تكن تتوقعه قط!! 

في ليلة مظلمة بعث الله مطرا وجاء للقرية طوفان لم يكن متوقع لذا خرجت مسرعة للمدرسة التي لاتبعد عن بيتها عشرة امتار لتاخذ الكتب خوفا عليهم من البلل وحبا لها فيهم وفي دراستها. اخذت كل شيء وخرجت مسرعة ولكنها تذكرت انها تركت المصحف الشريف في طيات صقف البيت الذي كان عبارة عن الغش والخشب وفي عودتها تفاجأت بمعلمها وهو ايضا ياخذ كتبه ويطمأن على المدرسة وعندما رأته قالت وبكل براءة الحمد لله على انك هنا لتساعدني في اخذ المصحف لأن الفصل مظلم واخبرته بمكانه.
بعد لحظه نادى لها بحجة عدم الوصول اليه ولما دخلت انقض عليها مثل الاسد واغتصبها! مع قوته ومحاولته لتسكيتها الا انها كانت تصرخ ولكن بسبب صوت الرعد والمطر وظلمة الليل لم يسمعها ولم يراها احد لتفيق بعد ذالك على ماهي عليه و يضيء لها البرق لترى وجهه القبيح امامها و باحدى يديه ثيابها وبيده الاخرى المصف الشريف. بعد ثلاثة شهور من الحادثة بان عليها الحمل لتبدا المشاكل بين اباها وامها ويبدأ كل منهما يتهم الاخر بالتقصير الاب يتهم الام بوضعها في المدرسة والام تتهم الاب بتقصيره في تربيتها وينتهي بها المطاف مخبأة في جانب آخر من المدينة بحجة ان المدرسة قد بدات وهي نجحت بتوفق وستدرس الاعدادية هناك.
كانت فيطمة تتألم نفسيا وجسديا ! كانت ترى المدينة التي كانت تحلم بالدراسة فيها وترى التلاميذ بل تسمع صوتهم لحكم سجنها في بيت معزول وتحلم وتتخيل نفسها معهم لتستيقظ من حلمها وخيالها بسبب ركلة من ركلات جنينها في بطنها ناتجة عن الضرب وسوء التغذية لانه  لم يكن هناك من يهتم بها بل كانت تاخذ كل ليلة ساعة من الضرب المبرح عقابا لها علي "غلطتها" وربما محاولة لإسقاط  الجنين!
في ليلة من ليالي البوئس اخذ فيطمة الطلق جائت لحظة الولادة التي ستحدد مصيرها،  لتضع ولدها والذي في لحظة ولادته التفتت عليه لتراه بين يدي امها السيدة الفاضلة الحنونة التي تحولت في تلك اللحظة الي وحش قاسي وقطعت اوردة الوليد قبل ان يلتقط انفاسه الاولي بنفس السكينة التي قطعت بها الحبل السري ورفعت وجهها وعليه ابتسامة عرجاء بائسة ثم قالت بصوت خافت وجاف وضعتيه ميتا والحمد لله. 

عاشت فيطمه ايام مرعبة ترى كل يوم اصعب لحظات حياته! اصبح كل صوت وكل شيء وكل شخص يذكرها بما تعرضت له بل اصبحت عندما ترى التلاميذ والمعلمين وحتى الصغار تصرخ وتبدا بالبكاء وتبكي اكثر عندما ترى امها وهي تبتسم للجميع وتقول الطفلة مجنونة اصابها جن في القرية! ظلت اسابيع على تلك الحالة حتى جاء والدها بابن عمهم "قراي للواح" الذي كان يكبر اباها بعشرة سنين وزوجها له! اخذها لمرابط الى العاصمة حيث كان يسترزق هناك من تدريس القران والسيرة الفاضلة لأبناء حي تفرق زين.

ولكن حياتها معه لم تستقر كانت تمتنع عن معاشرته لذا كان ينهال عليها ضربا وفي كل ليلة تحاول التسلل والهرب حتى انها حاولت الانتحار اكثر من مرة لكنها فشلت ! وفي  ليلة من الليالي وهو في هجومه عليها ليعاشرها كعادته رأت فيه عيون معلمها لحظة اغتصابها فانهارت عليه وضربته بعصاه الذي كان بجانبها فسقط مرميا فاقد للوعي وهربت !

خرجت من عنده وهي لا تعرف الى اين تذهب كان الوقت متأخر وهي تركض وصلت الى الشارع الرسمي الذي كان خالي مع كثرة الاضاءة وهي تلتف لتبحث عن مكان تختبؤ فيه تفاجأت بشهيق حمار ربطه صاحبه بعمود خيمة داخل  في خريبة . دخلت الخريبة لينهرها صوت رجل  طارت من الفزع لانها اصبحت اكثر شيء تخاف منه في حياتها البشر. خرج الرجل عليها مسرع ومسكها قبل ان تهرب!  وهي ترتعش وتتوسل له ان لا يلمسها وضعت زوجته يدها على راسها وقالت اسكتي يا ابنتي لا تخافي نحن هنا لحمايتك لم تكن تصدق ما تقوله لها السيدة وبعد ان سقاها الرجل واضاء لها شمعته لترى زوجته واولاده السبعة صغار نيام تحت خيمة من القماش بجانب الحمار بدات تطمئن لهم وحكت لهم كل شيء حتى انها توسلت لهم ان لا يخبرو الشرطة وانها ذاهبة في الصباح ! وكل ما تريده تخبأتها....!رفضو وطردوها خوفا من المشاكل ماذنبهم ما دخلهم!  

خرجت  وبعد رحلة شاقة مليئة بالمعاناة وصلت الي اخديجة قريبة لها كانت قد سمعت انها تعيش في قزرة في عرفات اخديجة احدي بائعات الهوي المشهورات في المقاطعة نزحت هي الاخري من القرية لاسباب مشابهة قبل ولا دة فطيمة ، المهم انها استقبلت الصيد الثمين بصدر رحب لانه سيضيف مزيدا من التشعشيع للقرزة علمتها التجارب الكثير من الوقاحة والصراحة فأخبرت ضيفتها الصغيرة من اول يوم انه لا مجال في القزرة للشرف والاخلاق والكلام الفاضي وقالت لها: نحن هنا بائعات هوى ادخلي للعبة اعدك بالكسب والمال و الراحة ،لا تريدين الدخول في اللعبة القزرة ليس لها باب وخديجة ليس لها قريب ولا صديق خارج للعبة! كان من السهل اقناع صغيرة في عمر الخمسة عشر تخلى عنها اقرب الناس لها ولم ترى في حياتها سوى الويل و مرارة الحياة ! 
 عاشت الفيطمة في القزرة مع هذا وذاك تماما كما تفعل اخديجة بالفتيات لتعيش فتاة الليلة في العاصمة التي كانت تحلم و تتمنى ان تكون فيها فتاة الجامعة ! عاشت على تلك الحالة شهور قليلة حتى بعث الله لها سعدهم وهو من اقدم زبناء اخديجة جنرال في الجيش الذي تعهد لها بجواز سفر مزور وفيزا للسعودية مقابل ليلة من ليالي الشموع الحمراء كما تطلب منه اخديجة دائما للفتيات التي تتاجر بهن في السعودية!

ذهبت الفيطمة الى السعودية التي كانت تحلم بان تكون فيها العالمة الشنقيطية لتصبح "اللحلاحة" الموريتانية تحت اسم مستعار حيث لا احد يعرفها هناك هكذا تعلمت من معاشرة اخديجة الخداع والتخفي!  وفي ليلة من ليالي الشقاء مسكوها شرطة الاداب في حالة سكر ودعاره سجنت بتهمتهم واخذت اعدام وقبل تنفيذ الحكم بيوم جائها مأمور السجن ليخبرها بان تستعد فغدا آخر يوم لها! أبتسمت وقالت له : لست انا من من يخاف الموت فقد مت قبل هذه المرة مرار وتكرارا مت وانا افقد شرفي باغتضاب معلمي لي وهو يحمل المصحف الشريف في يده! و مت وانا اضرب كل ليلة ويمنع عني الاكل والشرب والسبب ذنب لا دخل لي به مت وانا ارى امي تقتل قطعة مني في اول شهقة له في الحياة ومدت وانا ارى ابي يرميني في حضن عجوز ليغتصبني هو الاخر تحت شعار الزوج ! مدت عندما لم استطع مواجهة المجتمع فاصبحت مثلهم في السوء وسلمت نفسي للقذارة والوساخة لاهاجر لبيت الله الحرام واقترف السكر والزنى على راس رسوله ! يا سيدي خلق الله الموت ليكون راحة لعباده ! الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ساموت وارتاح من الظلم والقهر وكفر ونفاق المجتمع و اذهب لرب كريم غفور رحيم.

 ماتت فيطمة وظلت اخبارها يتداولها الشارع والمواقع الاجتماعية والاخبارية الكل يسأل عن الفتاة الساقطة التي حكم عليها بالاعدام في السعودية وكل منهم يألف قصة على هواه ويرميها بما جاء لحظتها على لسانه ! وبقى المعلم حر طليق يدرس و يغتصب و الاب يتباها بشرفه في القرية والام تعطي دروسا في الحرام والحلال ومازال زوجها يبحث عن قاصر اخرى ليتزوجها حتى ولو كانت بلا شرف واخديجة تبحث عن فتاة اخرى لتتاجر بها والجنرال يشتري الليالي الحمراء بمال واوراق الدولة و ميئات الفتيات يتم تهريبهن والمتاجره بهن في  السعودية. 

Monday, May 5, 2014

المرأة الحديدية حلقة الامارات

المرأة الحديدية حلقة الإمارات
اجمل وأصعب ما في الحياة هو الاستمتاع بتجارب جديدة دون التفكير في نتائج المجازفة ! وهذا تماماً هو ما فعلته في الإمارات
جئت للإمارات وانا احمل معي طموح المحرومات من غايتهم بسبب ارتفاع الأسعار والفقر ! وأحلم بمستقبل مختلف وجميل كما احلم بدبي مدينة البزنس ، كنت اعتقد وبما انها دولة عربية وكنت اسمع عند صديقاتي برخص البضاعة وأرى بضائعها بين الصدقة والمعطى في سوق العاصمة أيضاً بان الحياة فيها ستكون بسيطة  لاكتشف العكس.

 كل الموريتانيين الذي تعرفت عليهم هناك كان الطابع الموريتاني ظاهر بين الكرم والأصالة في كل شيء كثيرون العطاء كثيرون الكلام!
الكل هناك عزمونا لأرى انواع الكرم والضيافة ومع خروجوا " ترفد الوحده منهم تلفون لصاحبتها المراة "الروراحة" التي لا يخفى عليها شيء داخل الإمارات وخارجها ابنت شيخ الكدية!  واتقول انتي الكهلة امكيفنها امشات يختي! كيف اليقوت! ما اتقولو انها أمناتها أشواب لتجيبها انتي فايتك شي هي كانت شبيبة شدها فلان وفلان وعلان وابغاه افلان وكانت شبيبة دكار في عقد من الزمن ! زمن زواجها بالفنانة الفلاني !"
وانتشرت سيرة حياتي في كل مكان من الإمارات! لذا عانيت كثيرا لانه كانت هناك أشياء لا يستطيع العاقل المتوازن تحملها فما بالكم بي وانا لم اخرج من موريتانيا الا بعد ان فقدت كل أعصابي !!
بعد شهر واحد من "الجف" ونشر سيرة حياتي اصبح كل واحدة منهم تعاملني معامله مختلفه حسب رأيتها لي ! مثلا قريبة ابنتي الثانية  التي تدعى سعادو تراني خاطفة للرجال وامرأة من اهل القزرة  والسريات وتتهمني بالسحر هكذا هي سمعت عند قريبتها زوجة ابو ابنتي التي حرمتها من كل شيء حتى من اعترافه بها فيكف أكون بساحرة!
اما ابنت صديقتي الكهلة في جل ايشير والتي تدعى ماصابوعنها  ولتي كان لها حظ من اسمها ، تراني صديقة أمها المراة الكادحة التي تسعى في تربية بناتها و رعاية جدتها بعد ان تخلى عنها الجميع من بينهم اقرب الناس لي وهو أبي ! الذي تراه صديقتي الفاضلة وأبنت عمي التي تعرفت عليها هناك  بالرجل المثالي طالب العلم والعالم في عالم الغربة الذي  استقبلها هي وزوجها في زمن تقول انه صعب  والكل يتهرب من الضيوف بينما هو بيته كان مفتوح للجميع وكان ذالك في ليبيا! "كما كان سماع اخبار ابي عندها اجمل شيء صادفني في الامارات "
اما ابنت شيخنا شيخ الكدية بالرغم من انها تتفاخر بقلادة جدتي وبثمنها الغالي وهي تعلم في نفسها انها قلادة جدتي وان نصف احترامها وكل ما تملكه أخذته على حسابي انا وأمثالي من ضعفاء العقول ........! الا انها تنعتني بـالمجنونة الفقيرة المتشرده التي تزوجت من فنان في دكار بسبب جنونها وكان أباها المنقذ ! ولكني كنت أقول لها كلما تفاخرت علينا بالقلادة وهي تقول من الحب الحر أقول: " حر وحرْ ذاك الواقع لها اللي دايرتيها انتي" لانها كانت كريهة المنظر و بذيئة اللسان الكل تضرر منها حتى نسيبها ابن عمها و أب زوجها الذي تشهد له الامارات كلها بالخير والكرم ! هو وأبنائه ابناء الأصل والعلم كانو اسرة من أوائل الأسر التي هاجرت للإمارات وكانت كل ذريته الأولاد لكنه حافظ على تربيتهم وتعليمه حتى رزقه الله بابنته الصغيرة المدللة صاحبة العشرين كانت فتاة جميلة ومجنونة تدعى لعناد وكان لها هي أيضاً حظ كبير من اسمها عنيدة ورأسها متين مع محافظة أسرتها الا انها كانت لها مغامرات واسرار الكل يعلمها الا أهلها .

مع ألكم الهائل من الموريتانيين الا اني كنت احس بفراق او جفاء فيما بينهم لذا لم تكن الامارات بالنسبة لي سوى غربة داخل الوطن العربي !
اما بالنسبة لزوجي فقد كانت حياته جد صعبة خصوصا انه اخ لأربعة أخوات وأمه وله قبلي زوجات  سابقات و ولدان ويصرف على الجميع! بالمشاركة مع ابن عمه زوج اخته الصغيرة لذي يسكن معه وابن اخته الكبيرة شاب "مرموح" وكان يدعى غالي وأخاه الأصغر و اثنان آخران احدهم ابن عمه و هو ايضا اخو زوج اخته والثاني خاله ! الشقه ثلاثة غرف وصاله وحمامان اما المطبخ فهو منعزل قليلا وضيق جداً جداً !
مع صغر الشقة المليئة بألأشخاص الا انهم كانوا لا وقت لهم ! هذا يأتي في المساء وذاك يذهب فيه وهذا ينظف ثيابه في الصباح وذاك يعمل فيه وانا من بينهم انبرد وانحمي لذا وذاك حتى لا أكون السيدة المسيئة ! وأكثر شيء أوجعني في ذالك الوقت هو إحساسي بالوحدة وسط الزحمة لا اعرف احد منهم عالم جديد وغريب ومنكمش ! كنت احيانا أقول ما الذي يجعلني أتحمل كل هذا حيث لا مال ولا ولد يربطني به ولكني أتراجع لسببين أساسيين الاول هو حتى لا يقال عني كما قيل في دكار!  وأقول في نفسي لقد كبرت على الفضائح وعليا التحمل ، والثاني هو ان لا أظلمه فأنا لم ارى منه الا كل خير لكن مشكلته الوحيدة هي الكذب و البخل!  وقد يكون ناتج عن كثرة المصاريف و "قصف اليد" لكنهم كل ما التصلو بي يريدون شيء اقول لهم قافي الشهير
اعرفتْ ألكم زاد! عنه دحسه!  ولاه معتادْ! بيه الرخسة.
اما بخصوص كذبه كنت اقول لهم!
مكذب ذ العليل ! يكذب في الصبح و فاليل.

ومع ان الوحدة وسط الزحمة هي اكثر الم يتعرض له الانسان الا اني كنت معها ومع كل هذا العمل الشاق دوائي الوحيد وصديق عمري هو الحمام كنت ادخله لاستحم وبدأ الغناء تحت الماء لينتهي ببكاء ! يا له من شعور...! كنت أفكر في الماضي الذي أخجل منه والحاضر الذي لا اتحمله والمستقبل المجهول ! نوعه من الرجال لن يطول الزواج به فأنا رقم العشرين ! ولكن في النهاية امسح الدموع واخرج لاضع القليل من الكحل في اعيني واحرق القيل من البخور وكأن شيء لم يكن!
ولكن لا احد يستحق ذالك الكحل ولا تلك الرائحة الا حبيب قلبي ! الذي اجلس كل ليلة انتظره  ! حبيبي وفارس أحلامي الذي احلم به منذ الصغر وهو الرجل الروماسي الغني الوسيم في المسلسل التركي الشهير "حبيب من لا حبيب لها" ! كنت ابكي لحزنه واضحك مع ضحكه أعيش القصة وكأنها قصتي وبعد انتهاء المسلسل تتصل ماصابوعنها ونبدأ بالتبراع على الهاتف
وكل ما سألتني اشطاري أجيب

ما طارئ وراك ! ماه ذي غزت لتراك

فتجيب
هاذي ماه حاله ! الا ما غيرنا ذو الرجاله
 فاقول لها أيضاً
حبيب من لا حبيبَ ! لها عز مصيبَ

لم أكن الوحيدة الذي عشتقته من بينهن فكثيرات من عشقنه كانو يرون فيه ما لا يرونه في رجالهم! ربما يعود سبب ذالك لقصف الوقت الذي يجمعهم و برود المشاعر الناتج عن كثرة المشاغل والمشاكل!
اما في باقي الأوقات كنت انتظر ابن اخت زوجي الذي بدأ يتقرب مني بسبب عشقه للفتاة المدللة لعناد والتي اصبحت هي ايضا من صديقاتي المقربات بسبب عشقها له  كنت انا من يتصل على بيتها لاطلبها على الهاتف فهي ابنت اسرة محافظة ولكني لا اسلم له سماعة الهاتف الا مع تسليمه لي علبة السجائر التي كانت الثمن مقابل كل ما افعله من تقرب فيما بينهم  !
قصتهم مع انها كانت على الهاتف فقط الا ان الكل كان يعلمها بسبب جرأة الفتاة كانت تقول للجميع

قولو لهلي وأخوالي ! عن غالي أتم الا غال

كانت لامها اعتراض عليه والسبب صغر سنه و قلة ماله وخبرته في الحياة وتعليمه الغير مكتمل مع انه خريج الجامعة لكنهم أسرة كانت من أهل البدو والرحل تفكبرهم كباقي الموريتانيون في العمل وجمع المال العلم لا قيمة له عندهم بينما أمها كانت مثل أباها وأخوتها  كانت متعلمة والفتاة أيضاً جامعية وكانت دائماً تنصحها مع بعض النساء هناك بالاهتمام بما هو اكبر وأنضج على رأيهم لان اصغر فرق تجده بين الواحدة منهن وزوجها وهذا شيء متعارف عليه عند البيظان سبعة سنين على الأقل بينما غالي كان يكبرها بسنتين فقط لذا كانو ينعتوه بالطفل لكنها كانت تجيب

أمع صغر اليزهالي ! فخلاگي اكبير و غالي

بينما غالي كان يغني هو أيضاً ويقول

اجنون العزه الا ينزاد ! في ما ينفع تيت التكراد
ولا نطلب ذاك الجواد ! مول الملك المالو ثاني
أم العند و لعناد ! تقبلني يبرد شيطاني
واكتني زدت اعل المعتاد ! في العزه إلها وعدت الساني
ما يسمي ماه لعناد ! ولا هلها وأنس الثاني

كل هذا الحب والغناء انتهت قصته في فترة قصيرة بتزويج الفتاة لابن عم لها يكبرها تسعة عشر سنة . وانقطعت احلام غالي ولكن علبة السجائر لم تنقطع عني ! والتي كنت لا أستطيع تدخينها الا عند أسرة من الصومال جيراننا عرفني بهم سعدنا رجل غريب من نوعه هو ايضا كان وحيد أمه التي سمته سعدنا فرحاً به حيث لا اخ ولا اخت ولكنها لم تسعد به !
فهو هاجر منذ ثلاثين عام قضى 15 سنة منهم لم يراها وبعد ذالك عاد اليها لتزوجه من قريبته لتنجب منه هي الاخرى ابن وأصبح يزورهم من كل سنتين و لكنها لم تقبل بالوضع كما ان أمه  لا تريدها ان تتغرب معه فهي زوجته لها كي يعود لذا طلقها وبعدها لم يزرهم منذ عشرة سنوات

كان سعدنا لا يوجد له عمل ثابت احيانا هنا وأحيانا هناك ولكن علاقاته قوية بالوسط العملي في الامارات بل هو سمسار العمل ! كان يعمل معه زوجي وهو من أتى به الامارات ! عمله هو ضمان عمل لأي شخص في موريتانيا و جلبه للامارات مع اتفاقهم على مبلغ معين كدفعة اولى و الباقي يتم تسديده على دفعات !

أسرة الصومال يقول الموريتانيات انها أسرة غير طبيعية ابنت شيخ الكدية تقول ان أمهم ساحرة سحرته لتأخذ منه ما تريد و لحلاحات أخريات يقلن ان هناك شيء غير طبيعي وانا لم ارى منهم الا كل خير أمهم كانت صومالية تتكلم العربية كانت تقول على الموريتانيا السوقايات كانت كلمة أسواقا تعجبها من الحسانية التي تعلمتها على يده كما كانت "متبيظنه" اي مرحة في نفس الوقت بسبب تعايشها مع البيظان حتى اني مرة وانا انظر في صورة ابني صغيري قلت لها هذا وحيدي اخو البنات قالت ما شاء الله مثلنا نحن الصومال ! زين زين و اسمر! قلت لها انه من "الأسياد" أباه شريف من سلالة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فضحكت وقالت هذا الا من أسواق الموريتانيين حتى الرسول ما سلم منكم .

كما كان لأسرة الصومال وساعدنا صديق اخر انا عن نفسي اسميه فظمة كان يعرف الجميع كل ما ذكرت له اي شخص كان يعرفه او مازال ناجح او فاشل يقول لك فظمة اعرفه منذ كان يتسكع ولا يذكر الا سلبيات الناس ولا يتذكر الا عيوبهم رجل فشل في كل شي حتى في محبة الناس له بسبب حقده على الجميع الناتج عن عقدة نفسية عكس زوجته التي هي ابنت عمه سيدة تنعتها ابنت شيخ الكديية والمافيا من حولها بالمصوفجه ويقلن لها "أهل البادية عندهم جو خاص" ! حيث كنت استغرب لماذا ينعتونها "بالمصوفجة" مع انها متعلمة ومثقفة وأنيقة المظهر والخلق او بمعنى أصح متربية التربية الحسنة لأعلم ان في قاموس اللحلاحات من لا ترتدي الموضة الأسبوعية من دكان السوداني ابو سعد مصوفجة ومن لا تضع مساحيق التجميل والألوان المزخرفة في نظرهم متبدية والمرأة كانت صاحبة عقل وفكر وذاك هو ما جعلهن يسخرن منها و هو ما تسبب لزوجها بالسخرية من كل شخص حتى لا يكون في نظرها ايضا الرجل الفاشل الوحيد لذا هي نقطة ضعفه سبب عقدته النفسية.

كان سعدنا رقم انكماشه عن الناس الا انه شخصية مرحة ومحترمة كانت مشكلته الوحيدة هي التخوف من العودة لأرض الوطن ويظن ان الكل هناك لا يريد سوى ماله ولا حاجة لهم به لذا كنت انصحه كثيراً واذكره بحق أمه عليه التي قلت له فيها
يبؤ يا هداه قيس أمك ! يا بويا هاه قيس أمك

كافيها من ملقاكْ ! ساعة فيها الضمك
والتم اتشوفك واتراكْ ! والتم اتشمكْ  واتلمك
واذكره بحقولها عليه...! كما اصبحت ارتاح له كثيرا فهو لم يكن سوى إنسان بسيط وطبيعي كل ما يريده هو العيش بسلام لذا تجده من عمله الى مسكنه علاقاته في وسطهم كانت علاقة عمل واحترام لذا احببت شخصيته او ربما رأيت في شخصيته شخصيتي البسيطة.
 وبما انه كان شريك زوجي في يوم من الأيام وصديقه كان يزورنا كثيراً كما اصبحت صداقتي اكثر برجالهم من نسائه ، لأني لم أكن لهم تلك المراة للحلاحة التي لا توجد عنها غير اخبار الناس وأكل الغيبة والطمع في كل من يدخل بيتها ولست مثل جارتنا الاخرى التي اذا اتيتها تحس انك في مأزق ! الشقة ضيقة وهي تتضايق من الرجال ولا تأخذ حريتها معهم بسبب محافظتها لذا نادرا من يزورهم حتى النساء يتضايقن من زوجها لكثرة وجوده في البيت ولأنه محافظ هو أيضاً لا يأخذن حريتهن عندها مع انهم اسرة كريمة ومحترمة !

كنت بالنسبة لهم كنت مثل الأخت والصديقة احترم الجميع ويحترمني الجميع وفوق كل هذا قنوعة ! لن أقول اشتري لي هذا ولا ذاك مع انهم أصبحوا يعرضوا عليا بسبب استغرابهم وتعودهم على مثيلاتي من المتحررات في الطلبة وكثرة الحوائج!
ولكن صداقتي بهم  اصبحت تضايق صديقاتي اللحلاحات لذا سوقاو عليا ان سعدنا ترك ام اسرة الصومال ليجعلني مكانها فغضب زوجي غضب شديد وطلقني بدون تفكير هكذا اعمته الغيرة ليقول أمامهم جميعا انتي طالق كفطي گايسه اهلك  ! ليجدو اللحلاحات شيء اخر يتكلمن فيه .
بما ان طلاقي كان مفاجئ وامام الناس او باكلامنا نحن البيظان كان متغشري ومع أني كنت احس بنظرات الشفقة من المقربين و مدى تأسفهم وكأنه امر عظيم الا انه لم يأثر في نفسيتي لم اهتم ربما بسبب التعود او ان الرجل لم اهتم له او لا ادري!
المهم بعد يوم من الجف وأسواق وتدخل كل من كان يعرفني من أصدقائه وأهله وإخوته اليتضح له انه كان مخطأ ! بدأ بامسگري وصربة من هنا وأخرى من هناك حتى انه قال حينها:

انا البارح يالعراد! قالولي عنك شي
وصدقتٌ واعرفت أني زاد ! ماني شي ولاهم شي

وقال أيضاً
مزين اعليها لفگايع ! وازين من منهم گاع الحنّ
وأرني شاري ماني بايع ! و أمرظي حق اخلع أنّ

وانا بكل بساطة سامحته وليس لحبي له إنما لشفقتي عليه! بدأت افهم سبب فشله في الزواج الرجل كان عديم الشخصية يسمح لغيره بالتكلم والتدخل  والنصح في زواجه ويصدق كل ما يسمعه! ويهمه كلام الناس اكثر من حياته الشخصية وأقرب الناس اليه ! كان باختصار رجل من "المجتمع الموريتاني"

بعد الحنة التي حنتها لي ماصابو عنها عند الهنود كمناصرة لي و أتى هو بأصدقائه وبونتي واتشعشيع حتى ان ابنت شيخ الكدية حضرت لترى وتلحلح لكني قررت ان أوقفها عند حدها ولن أكون ضحية لأحد بعد اليوم وابحث لها عن ما يصمتها لان بعض البشر لا يرده الا أخلاقه ! حينها تذكرت ابنت أخاها الأكبر حفيدة حارس العمارة، فكانت كلما جلست بمجلس وبدأت باحادثها الثقيلة اقول لها ما قصة ابنت اخاك اعرف جدها كان جار لنا فتصمت لانها لا تريد لأي كان ان يعلم بسرهم ولا بما فعلوه بها وبي أمها ! ولكني لحبي الشديد للفتاة التي طالما اعتبرتها مثل ابنتي أبدا بالثناء عليها وهذا من ما جعلها تتصدق عليا بشيء من العافية وتصمت !

بعد ما هدأت النفوس بدأت أفكر في المستقبل المجهول واتصور نفسي وانا عائدة مطلقة وابحث عن اخر وهل سأجده ام لا ولماذا اقبل بالفكرة أصلا لذا فكرت وقررت لا طلاق بعد اليوم وبدأت ادرس نفسيته وأتعامل معه معاملة الأطفال كنت اضحك في وجهه كثيرا واتظاهر له بكره ما يكره وحب ما يحب وأتحمل كل سخافاته ورضيت بقليله كل هذا مقابل حياة هادئة تحت ظل "رجل" التهجال صعب ومر ومن نعرفه أحسن من من لا نعرفه والتضحية مطلوبة بل واجب من واجبات الحياة.
قضيت شهور على هذه الحالة حتى أخبرتني ماصابو عنها بان جارتي ام أسرة الصومال تعرف ساحر هندي يسحر تحت الطاولة لان هذه الأمور يحرمها القانون الإماراتي ، وان الساحر يقهر البقر فمابالكم بالرجال وان هناك فتوى شرعية تبيح للمرأة سحر زوجها خصوصا اذا كانت تنوي له الخير والاستقرار !
ذهبت الى ذالك لساحر الهندي كان غريب من نوعه واضح وصريح قال لي حتى أكون صريح معك سحري يأخذ الوقت لكنه لا يعرف اللف ولا الدوران اما ان يعيش معك للأبد او يطلقك للأبد وكل هذا حسب توافق طبيعتك مع الأعشاب ! وعليه أخذت من عنده الكثير من البخور والأعشاب وبدأت مرحلة السحر وفعلا اصبح الرجل مثل الخاتم في إصبعي خصوصا بعد مفاجئة حلمي الذي كان يقول انه فاتحة خير عليه ! بسبب مجيء صديقنا سعدنا ليخبر زوجي بمشروعه الكبير...! لكنه كان يحتاج لشريك له يكون صاحب خبرة في سمسرة العقارات لذا لجأ له لان سمسرة العقارات كانت عمله قبل ذهابه للامارات. المهم وافق زوجي ووافق الممول وهو رجل اعمال إماراتي كبير وبدأت إجرائات الشركة او المشروع  وهنا أتى الفرج!  اخبروني حينها انهم سيعملان معا وان المشروع له فائده كبيرة خصوصا على المواطن البسيط على الأقل سيساعد في تشغيل 2000 شخص عاطل عن العمل....!
فرحت كثيراً وقلت في نفسي وأخيرا بعث الله لي من يهتم وله طموح انها فائدة الصبر !  عدنا جميعا ومعنا انا فرحت بعودتي لجدتي وبناتي خصوصا أني كنت بحاجة لهم في تلك الفترة بسبب الحمل والوحم ، وكذالك سعدنا كان فرحا بانه وأخيرا سيستقر مع أمه ويعود  لزوجته ام ابنه اما زوجي فكان يقول بأعينهم التي لم ارتح لها يموما وداعا للفقر! بينما الامراتي كان مشغول بمنظر المطار والأسواق ويقول ايش رأيكم نعمل صفقة مع الحكومة موريتانيا محتاجه وايد أشياء وكان معه حق وأكثر شيء بحاجة له هو الأمانة والصدق لقد اختفى زوجي مع المبلغ ! هرب و لم يعد !

وتحققت نبوئة الهندي و تركني للأبد وارجعت أيد من لوره وحده من قدام !
حيث لا مال ولا عمل ولست بالمطلقة لابحث عن اخر يساعدني في قساوة الزمن !
لاجلس مع جدتي وبناتي وخيبة أمل جديدة ومآسي جدد وحمل سينتج عنه طفل جديد مجهول المصير مثله مثل أمه وباقي اخوته !
هنا تنتهي حلقة الإمارات أراكم الأسبوع القادم في الحلقة القادمة

ملاحظة سيتم اعادة نشر الحلقات السابقة وذالك بسبب بعض التعديلات التي من بينها تسمية الشخصيلات 

Monday, February 3, 2014

دوافع الإلحاد ولد لمخيطير وبرام!

لقد حاول العلماء والمفكرون والفلاسفة والمؤرخون من الموحدين والملحدين ان يأخذوا علي محمد صَلِى الله عليه وسلم في أخلاقه او في الشريعة التي أتي بها فلم يجدوا ما يسمح لهم  بوصف النبي الكريم بالعنصرية أوغير ذالك لا بل العكس شهدوا جميعا بعظمة محمد صَلِى الله عليه وسلم وبتميزه بخلق رفيع  كما وصفه رب العزة بذالك { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

ولكنه من الملفت بل مما يستحق وقفة وتفكيرا جديا عن أسبابه والطريقة المناسبة للرد عليه هو ظهور أشخاص او بالأحرى خروجهم عن صمتهم من أمثال ولد لمخيطير وبرام في بلد محافظ كموريتانيا  هل هـؤلاء وحدهم ام انهم يمثلون الألاف التي ما زالت في صمتها؟ هل التخلص من شخصين او إعدامهم كما يطلب البعض علي طريقة غاليلوا او تنظيم مظاهرات وندوات للتعريف بأخلاق الرسول صَلِى الله عليه وسلم وكأننا في أدغال المكسيك او صحاري استراليا هو حل لهذه الظاهرة وما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا ؟
هنا سأحاول التجرد من الذات قدر الإمكان والنظر الي الماضي القريب بنظرة ليست ناقدة وإنما موضوعية في التحليل  كما يقول المفكر الإسلامي  خالد عدنان النقد الذاتي هو أنجع وسيلة لتصحيح الأخطاء نحن وككل البشر نرى في أجدادنا قدوة حسنة وسلفا صالحا ومبشرين وحملة رسالة عظيمة ولكن لم نحاول يوما ان نفكر في هذاالنظام الطبقي  العنصري الذي ورثناه  عنهم وهل نحن راضين عنه كما هو؟ والصمت علامة الرضى.
 ام لأنه موروث فهو مقدس! ام ان هذا هو الإسلام! طبعا لا.
 هل أتي الإسلام حقاً لحماية هذه الطبقية واستغلال الناس بعضها البعض! طبعا لا .
وان كان كذلك فلمذا لا نجد العبيد و لمعلمين وغيرهم في المغرب وتونس ومصر والخليج وغيرها من البلدان الاسلامية! فهذه البلدان سبقتنا للإسلام. ام انها ترجمة للإسلام علي مقاسنا! قمنا بنشرها في غرب افريقيا ام اننا وجدنا هذا النظام قائم عند الأفارقة فباركناه وحميناه بإسم لله والشريعة! لا اريد ان ادخل في ذالك الجدل الآن الذي يهمني هو الإعتراف بالخطأ التاريخي في حق الإسلام اولا ثم في حق هذه الطبقات! التي تم استغلالها عبر عصور من الزمن حتي أدمنت علي الدونية. وسيقول البعض انه لم يكن هناك استغلال! وفعلا ان أجدادنا لم يدونوا من التاريخ الا امجادهم! ولكن نجد في حكايات العامة وأشعارهم  ما يوضح النظرة الدونية لتلك الطبقات والعنصرية البغيضة. فأين كان علماؤنا عند ما كان لمعلم احمر العينين سلالا او مصاصا! والعبد يأتي بالماء ليتوضأ شيخه وهو غير معني بالصلاة! اين كانوا من تجهيل الرعاة ازناك والعبيد واكاون؟. لم نجد التاريخ مدونا ولكن كل المؤشرات والأدلة التي عايشناها توحي انه كان هنالك مجتمعا غريبا جداً مستبد جداً ومتناقضا كثيرا.  من الأدلة التي عاصرناها هو انتشار الفاحشة في هذه الطبقات  والأبناء غير الشرعيين دون ان يلفت هذا انتباه علمائنا وكأن الاسلام نزل للبيظان او الزوايا علي الأصح. وقد قمنا بطريقة مدروسة او عن طريق الصدفة بنقل هذه الطبقية الي نظام الدولة الحديثة فقد قام ابو الأمة المختار داداه باستدعاء وتعيين مشايخ القبائل وحماة هذا النظام وزراء وأطر الدولة الحديثة وهو ما ظل سائدا حتي اليوم مع استثناءات بسيطة فرضتها في الغالب الأعم ظروفا دولية خارجة عن إرادتنا. وكان هنالك دائماً طاقم من العلماء يفتون لهم بجواز ما يريدون   وبوجوب طاعة الامام مالم يثبت كفره وهي فتوي تشريع الفساد المشهورة في تسعينات القرن الماضي  لا اريد ان أطيل  فالموضوع يتسع لتأليف كتب والذي اريد ان اخلص له هو ان هذه الطبقات التي تم استغلالها وتعبيدها واهانتها وسلب كرامتها وتسخيرها لمتعة طبقات اخري وكله باسم هذا الدين باسم  الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقال لهم انه يقول لا خير في الحداد ولو كان عالما وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يقول ذالك ! هل  يمكنك ان تصدقهم  اذا قالوا انهم يحبون هذا الاسلام  ويحبون هذا الرسول؟   ابله لو صدقتهم. سيقول البعض انني أتكلم بلغة العامة ولكن أرد عليهم أيضاً اين كانت الخاصة عندما كانت هذه المقولات تردد بين العامة.  هنا تكمن علة الإلحاد وهنا نكون قد حددنا الخطأ. فما هو الحل ؟
الحل كما ذكرت سابقا هو ان نعتذر اولا للإسلام  والمسلمين عن الترجمة الخاطئة للإسلام والتي مارسها أجدادنا عبر عصور من الزمن في هذه المنطقة .
ثانيا الإعتذار رسميا من الطبقات المتضررة من هذا النظام الاستبدادي تماماً كما اعتذرت الدولة الموريتانية للزنوج المتضررين من احداث 1989 يجب علي المجتمع المدني ان يعتذر بجميع هيئاته علمائه ومثقفيه وأحزابه وزواياه وعربه لهذه الطبقات التي تم سلب كرامتها علي مر الزمن ورفع اللبس وتبرئة الاسلام ورسوله الكريم من الشبهات ونحمل المسؤولية لاجدادنا ونسأل الله لهم المغفرة ونطلب من الضحايا المسامحة والمصالحة وبهذا نكون قد نصرنا وانتصرنا لخير البرية صَلِى الله عليه وسلم اما المظاهرات وتوزيع الفتاوي والمحاضرات التي تغرد خارج السرب فهذا لا يزيد الطين الا بلة فان قتلتم ولد لمخيطير فسيأتي اخرون وان قتلتم برام فهو كذالك. لان العلة ستظل قائمة ونحن كقريش علي درب أجدادنا  نسأل الله لكم التوفيق والمصارحة مع الذات وللأمة المورتانية السلامة و العافية.