Tuesday, November 5, 2013

عفريت الكتب



أتذكر في يوم من الأيام وأنا صغيرة دخل علينا خالي الاصغر لتتلقى له أمي بالحضن والقبلات وتقول له الحمد لله أصبحت احسن !! لأعلم بعد ذالك بأن به مس من الجنون ركبه "عفريت الكتب" !! فذهبو به لحجاب كان يتفتف عليه...! بالنسبة لي انتهى الأمر ولم اهتم ! وبعد فترة من الزمن وقد أصبحت شابه في الثانوية قررت الذهاب إلى جدتي في الريف وقضاء العطلة الصيفية معها.
اشتريت بطه من بياروره وعدت ندهن يكاني ننصقَلْ سابق أنجبهم...!
المهم ذهب والدي إلى المطار زمن Air Mauritanie بداية النهضة في النهب واتشعشيع! وحجز لي تذكرة وذهبت اليهم.
نزلنا في المطار وهو مطار عبارة عن "انتورجه ولحشيش و رقْ من اكرْدودْ " استقبلني خالي الأكبر وكان فرحا بمجيئي خصوصا أنني لم التقي به منذ فتره طويلة.
ركبت معه السيارة وذهبنا عشرة كيلومترات حتى دخلنا المدينة ، وبعدما اشترينا الخبز والنعناع والثلج خرجنا منها شمالا متوجهين للغرية في الريف عند جدتي الحنونة ، وفي نصف ساعة تقريبا دخلنا القرية كان كل شيء هادء شمس ساطعة مع أم ظليليات ! كان أول من استقبلنا عامل جدتي البشوش الذي لا يرى منه ابيض غير أسنانه مع تأكدي من بياض قلبه ونقاوته ! وأبناء خالتي و بنات خالي الظرفاء كانو يشمشموني ويقولون فيك رائحة العاصمة وصابون المسك !
دخلت على جدتي وبدأت أخذها بالحضن لتقول الا قتلتك أمك بالجوع و بقيتي ارقيقه بيك امبورو كونفتير !! يمنيتي ذ من لبياظ صاحبته ما فيها الدم !! ثم ندهت للعامل و أمرته بتسريع المشوي كانت وقتها قد ذبحت كبش بمناسبة قدومي..بدأنا في خوض الطوارئ والسؤال عن دراستي وحال أمي واخوتي .... ليأتي ذالك اللحم الساخن كان عبارة نصف الكبش مع الكبده ولمصارين و "زينابة" وهي الكرش الصغيرة بداخلها الكلي والطيحان وبعض الأمعاء !! وهذا كله اجمل منه كؤوس الشاي بالنعناع صنع في البادية وعلى لحموم !
وبعد العصر حضر الكسيكسي على الرأس والفرسن مع الدهن الحر !! رائحته وحدها تكفي واتشق الرأس !
وبعدما تغدينا نمت !! نوما عميقا لاستيقظ عليهم يتعايطو بسبب ارظيع لعجول !!
كان الكل يصرخ لعجول اتراظعو اتراظعو...... والرجال والعمال يركضون نحوهم !! وانتهى العراك مع وصول جدي في المساء هو وسكان القرية الذين يعملون في المدينة ....! لنتعشى معا رجال ونساء بوجبة باسي والبن ونخلد للنوم !!
كنت ادهن من هنا كي ازداد بياضا فتذبح هي خروف من هنا لاعتقادها باني مريضة ومصابة بفقر الدم او شيء من ذالك القبيل
بعد اسبوعان معهم اصبح الروتين ممل كرهت اللحم والكسكسي وأدهن أو بمعنى أصح كنديت منهم ما هذه الحياة !! اني فتاة المدينة تربيت على المسلسلات واسماعيل ياسين وشريهان !! لأقول لها الا يوجد شيء اتسلا به فتقول نعم يا ابنتي هناك لعبة سيسْ "six"كنت انا وهي فريق وخالتي وزوجة خالي الفريق المنافس وكنا نغلبهم...! وفي اليوم الذي غلبتهم فيه ست مراتْ عدتْ نمرجهمْ six six أحسست حينها بأهمية اللعبة عندهم وأصبحن يتخاصمن عليها في حالة غلبتهم وينعتوني بالمداغية وإذا غلبنني تغضب جدتي وتنعتني بازويگلة وبانهم يضحكون على عقلي...! حتى تدخل والحمد لله جدي وحلف لنا عنها وقال أنها تلهي ومن مسببات ترك الصلاة ...! وانتهينا منها وعدنا لاستحفي ! حينها قال لي تعالي يا ابنتي خذي هذا المفتاح انه مفتاح مكتبتي فيها كل أنواع الكتب انا كبرت ونقص نظري والقراة هي الشيء الوحيد الذي يستفيد منها الإنسان والكتاب خير جليس ! أخذت المفتاح وأنا افتح الغرفة تفاجئت بجدتي وهي تقول سمي يا امْنَيْتي انتي اخبارك !؟ وكأنها تحب ان تخبرني شيء ولا تستطيع خوفا من اخافتي المهم قالت خذي كتابك وتعالي اقرايه بجانبي فعلتها المرة الأولى والثانية أحسست بانهم يعطلاني عن القراءة وأنا أريد ان أكمل الكتاب فقررت ان اقرأه في المكتبه أي الغرفة !! قرأت كتب عديده حتى أصبحت حياتي إدمان على القراءة وبعد شهر قررت ان انتقل من كتب الفلسفة والتاريخ إلى أشياء مسلية فسألت جدي ؟
حينها نصحني بأجزاء كتب المستطرف وفي كل فن مستظرف كنت أقراء الكتاب من هنا واضحك من هنا لتأتي جدتي مسرعة وتقول تعالي اجلسي معنا واتركي هذه الكتب أنها مسكونة فيضحك جدي عليها !! ولكني لم افهم شيء !! وبعد إصرارها على تركي للمكتبة أصبحت اتسسل اليها عندما تكون نائمة
وفي يوم من الأيام وخالتي زوجة خالي متخاصمتان خصامهم ذكرني بخصام اعرابي وصديقة في كتاب المستطرف فضحكت وأصبحت كل ما أراهم اضحك ليقولو بفم واحد والله الا مسْكونه تظحكي ما امظحكك شي !!
وفي يوم آخر وهم نيام دخلت المكتبه لاكتشف دفتر مذكرات خالي الصغير !! الذي كان ينعتانه بالجنون لاكتشف انه كان متمرد و يضحك عليهم ولديه الكثير من الأحلام والطموحات كما كانت يومياته ايضا تضحكني أحيانا وتبكيني أحيانا اخرى...!
وفي يوم وأنا اقرأ مذكراته تصادفت معي جدتي وأنا ابكي في المكتبه لتنقض عليا بالمعوذتين وتخبر القرية والجيران بان حفيدتها ركبها أيضا عفريت الكتب مثل خالها وتأمر العمال بمنادات جار لنا سيد بركاته تجتمع في تفله وسط حفنه من العلك! لتضع جدتي عليها شيء من السكر وتامرني باستعمال القليل منه في كل صباح ومساء !! وفي النهاية نصحوها الجيران بحرق المكتبة لأن العفاريت لا تحرقها غير النار خصوصا اذا كانت في الورق !!! وفعلا تم حرق بعضها ودفن الباقي في سناديق ليبقى الجهل سيد الموقف واكبر العفاريت الإجتماعية

No comments:

Post a Comment