Monday, September 23, 2013

أنا المرأة الحديدية الحلقة الثانية

استيقظي استيقظي هنا مطار دكار!! واو !! هذا هو دكار باريس الصغير !! حلم من الأحلام تحقق. نزلنا من الطائرة وأنا أتأمل بانتلون جنز وتيشرته وأقول في نفسي أح أبدى ذ ماه الراجل اللي نعرف!
ثم سألته باستغراب انت وينتى بدلت الباسك؟
اجابني: ما بدلته الا افسخت دراعتي واطويتها !! مع ابتسامة نشفانه ! ليقول بعدها : هذا المكان ماه موريتاني وادراريع ما يصلحو له! ونحن في حديثنا نوقف على تبي رولانته "سلالم كهربائية" تلصق فيها ملحفتي وانقول ابعن !! اي !! بعدني مت !! ماهاذا الشيء الغريب !! حصرت اعلينا الناس وهو يقول لهم بلغة غريبة !! لاه نعرف عاقب ذ عنو كان يقول لهم أني بخير !! مجرد حادث صغير بسبب "التبدي و اتصوفية " مع انو مستو حاله من اتصوفيجي ولا قاع تعقد !!!! خرجنا من المطار وأخذنا سيارة أجرة !! تاكسي وهي أول سيارة نسدر فيها في دكار معه !! او بمعنى أصح السيارة الوحيدة التي ركبتها معه! هناك !! كانت رحلة ساعة ونصف لتدخلنا في حي شعبي غريب !!
دخلت الحي و انا انحجب و نقرأ الي نعرف من القرآن!! من شدة خوفي قلت حينها بعض الاحاديث الصحيحة والغير صحيحة !!
خصوصا عندما توقف السائق ليقول : انا لا استطيع دخول الحي !! " بسبب خوفه" !! حينها صرخة بآية الكرسي وبعدها مباشرة الآذان !! ضحك الصيد وقال انتي مالك؟؟ !! جينكات الحي يعرفوني جميعا !! قلت شنهو !!؟ جيينكات شنهوما !! نوع من موشيات !!؟ ولا ؟ "مجتمع البيظان في وقتها كانت عنده فكره خاطئة عن مجتمع لكولر" كنت اعتقد ان فيهم من ياكل البشر !! وهو ما يسميه البيظان بموشاوي !! "
ضحك وقال موشيات وميليشيات وبلطجية !! استغربت !! الرجل كان في مخيلتي انه يعيش في احسن أحياء دكار أو على الأقل حي راقي !! لأنه صرف الكثر في العرس وازرق ياسر من الفظه !!
لم اكن اتصور انه يسكن في حي شعبي جدا جدا !! يذكرني بمرصة أف !! قلت في نفسي عادي تلميدي يقرأ على حساب الدولة !! يفتح مولانا!!
دخلنا الحي والتجهنا لشارع الدار....دخلت الدار واطلعت اعل لمطاليع كانو يذكروني بامطاليع مرصة كبيتال مكبوبْ اعليهم شيء من الورقة و " الحش "فيه اكراطت مارو واعظام الحوت !! وأحن على لمطاليع قال لي عادي هو الا استيديو اصغير....!!
مع صغر الشقة وظروفه المادية الصعبة الا أنني لم اهتم كنت أقول في نفسي !! الرجل بكماله لا بماله وجماله !! كنت اعتقد بانه مكتمل من كل النواحي ، علم وأدب ومشاعر....!! ولكني للأسف كنت مخطئة !! الرجل كان هو " بو ليله المسموع بيه !! كان معروف بزواجه القصير !! كان كل همه هو عرس مشعشع !! وجمع اوقِيات من أصدقائه واقربائه ! واحيانا من العروس نفسها! كان يتزوج على أساس الجمال أو المال ! الا ان صاحبة المال دائماً هي من تقرر حسب كرمها متى تتطلق عكس الجميلة ! اما بالنسبة لتعليمه فهو لم يكن سوى نصف طبيب !! وانا وزملائي من المرضى يومها لم نكن سوى فئران تجارب لمتمصلح يبحث عن المال والشهرة بأي طريقة ، حتى لو كانت على حساب ارواح البشر .
كذالك الدوله لم تكن تبالي كل ما يهمها هو حشوة المكان الفارق !! وهو لم يكن مسؤول يوما ولا مبالي !! ضحاياه كثيرات في ارض الوطن وفي دكار ايضا !! حتى أنهن قالو عليه "شور " بعنوان!!
انا بو ليله ماني فيه ! انا بو ليله ماني فيه
بو ليله قاع الا يخزيه ! تاكي ورقّدْلي عينه
واحدى ضحاياه الغنية قالت عليه :
بوليله لاجاني وقت امجِيهْ !! انا نبغيلو وانساسِيهْ
ولين الي يمشي عني الله اتْجَنو واتْبَرْتِيه
انا بو ليله ماني فيه انا بو ليله ماني فيه

المهم اصبرت ذاك كامل ولا اقدالي فيه شي! بل قلت حينها في نفسي اقد يتغير....! لحد ما تسببت الحكومة في مشاكلنا !! حينها تأخرت المنحة ثلاثة شهور واصبح لا يملك ثمن المواصلات...!!
ليخرجنا صاحب الشقة منها ويرمي  ثيابي وجواز سفري الذي لم اجده بعد ذالك اليوم من ما تسبب لي في مشاكل كثيره ! خرج حينها ولم يعد...!
تركني مع جيران لنا كنت قد تعرفت عليهم، عرفتني بهم موريتانية تسكن هي واسرتها ايضا في دكار . كنت قد تعرفت عليها مع احد أصدقاءه...!

كانت فتاة جميله ومترقيه الا انها متبعرصه اشوي.....!! كانو البظان حينها يقولو لها "جاغا" على راي الاغنية الشعبية جاغا دخلت من هون جاغا مرقت من هون....! لمعرفتها بدكار غار غار دار دار..!
أرسلت اليها ابنهم ليخبرها بأني بانتظارها عندهم !! دخلت علينا وهي كالمتفاجئة! بعد اشحالك مباشرة انتي اخبارك هون ؟ خير ان شاء الله؟ رديت اعليها لمرده حينها قالت اتبعيني !! ذهبت ورائها ! وقلت لها الى اين قالت لاه انقيس كازينو عندي فيها موعد بعدها ستذهبين معي شور الدار...!
دخلنا الكازينو فإذا ببعض رجال الأعمال و وجهاء القبائل وبعض الفنانين !! سائحين في الغمار !! الا الين شافوها قالو لها أهلا افلانه انتي اشحالك واشطاري فيك...! عرفينا اعل ذلي معاك قالت لهم ذي افلانه زوجة فلان !! ظحكووو وقالو لها : نعم !! فعلا هذا ذوق افلان !! مصحو "اسبسياليست" !! قالت لهم انا جايه انجرب حظي وذ الموضوع لا داعي له !! مع غمزه وكأنها تقول احترمو مشاعرها !! لتقاطعها فنانة مشهورة كانت بزين الحس والتحرر وطول الْسان !! وتقول انتوما ما علمتو افلان عرسه الليله !! أي زوجي تزوج عليا من عجوز سينقالية !! غنية!! 
أبقيت نرجف !! شعور بالغيرة يختلف عن الشعور الماضي !! لان خبر زواج زوجي السابق كنت متطلقه بينما الآن الرجل كان معي في الصباح !! الناس كامله فطنتلي وفطنت للحاله الي قبظتني !! كنت انظر لكل واحد منهم "وأنكر التبسام" !! أي أي انحريت!!

حينها قالو لي اشتبغي انعدلو لك ؟ اجابتهم صديقتي هي لاه تمشي معايا شور الدار واندور أنحل الها المشكله.اووف
ذهبت معها الى منزل اهلها .
دخلت على دار فيها اثنا عشر غرفة مزربين بيها برينقات و براح في الوسط أي "وسعيه"و في الوسعية احصاير من لعصب وامطيلات ارقيقات وتسعة اعزب وامهم تلك المرأة البيضاء الجميلة صاحبة الوزن الثقيل ! نعم هي فعلا المرأة الحديدية القوية الثقيلة الجميلة
كانت متبزكيه واقليل اتبيظينها كما كانت أخلاقية وكريمة تتكرم بالابتسامة وحسن الخلق والمعاملة والسكن والجيرة الكل كان يشهد لها بذالك !! اول ما رأتني ضحت وهي لا تعرفني وقالت اتفضلي يا مَنْتِي !! جلست بجوارها وبدأت تسألني ماهي مشكلتك يا ابنتي ؟ قلت لها القصة من بداية دخولنا لدكار حتى لحظة وصولي لها مع أخبارها بجدتي وابنتي في الوطن !! قالت لي لا عليك احتسبي عن البيت بيتك وهذو الا اخواتك وانا جداتك وأمك قلت لها خلات لك امي طول لعمر !!
لتقول بعدها واندور انحاولو نعرفو حاله انمشوك بيها !! وضعك صعب!!
في الحديث دخل علينا ذالك الرجل الطيب حسن الخلق وقور المظهر حمامة المسجد المجاور لدكانه قالت له وهاي سلم هذي امنيتنا عندها مشكلة تعرفت على الطافيلات وجابوها معاهم يلي أطول أعمارهن.
حكت له القصة ليجيبها كل شيء سيكون بخير !ان شاء الله

بعدها دخلت تلك الخادمة ومعا مرجن كبير املان من انشى كارو و البن الرائب !! تعشى الجميع وخلد للنوم !! وفي الصباح الباكر

قالت لي أمهم أراه اليوم لاه اجينا حد أحل لك المشكلة ! فرحت كثيرا وقلت في نفسي الحمد لله الله اجازيهم بالخير دخل الكل في المطبخ لتجهيز الغداء وهو غداء فاخر لأنهم أسرة معروفة وكل رجال الأعمال والمسؤولين يتغذاو عندهم .
في المقيل دخل ذالك الرجل عريض الصدر طويل القامة اسمر اللون مصلوع الرأس كبير الشارب !! ليقف له الجميع ويقول بصوت واحد مرحباً بلغجر !! قلت في نفسي هذا هو لغجر صاحب منظمة "لا للعبودية" !! هذا الجوْ !! كنت حينها قد سمعت به عند أصدقاء زوجي نصف الطبيب ! وكانو معجبين به لحد كبير كان حينها أول رجل موريتاني يشتهر في منظمات حقوق الإنسان...! دخل وبدأ اقسمْ الفظه على بناتهم ثم نظر لي وقال من هذه الفتاة قالو له بصوت واحد هذه قريبه لماماه جايه تداوه كنوع من الستره !! دخل يده في جيبه وأعطاني مثلهم وقال قريبات ماماه الا اخواتكم وغاليات أعلي !! بعدها دخلوا الرجال في الصالون وسرفينا لهم الواجب وأتاي !! وكان صوتهم عالي جدا  لذا سمعت لغجر يقول لوالدهم انت ما قلت لي قاف كيف الي قلت لك في موريتاني...وقفت وقلت لك 
مرْحبْتي بيك يَلْ ما تنشافْ ! مرْحبْتي بيك جاي منطربْ
مرْحبْتي بيك قدامْ لشرافْ ! مرْحبْتي بيك قدامْ لعربْ

ضحك الرجل وقال له الا انت زاد وحساسيتك منهم !! غضب لغجر ليرفع صوته ويقول هو امخصر موريتاني ماه هوما وتبعيتهم من البظان هم السبب في العنصرية و الا موساواه .....!! صراحة عجبني كلام الرجل لانه كان يقول الحقيقة في كثير من الأمور مع ان المسألة يمكن ان تناقش بهدوء ! ولكنه اختار تقليد المثل...! الي يبغي يغلبك إجن اعليك...!! حينها قال الرجل اسمحلي فهمتني غلط !! وعلى العموم جاك قاف !!

حينها ضحك لغجر وقال انا وانت صحبتنا صحبت سنين ولا اخصرها نقاش !! سمعني القاف انشوف يكانو قاف ولا بو اسويرالي متعود اعليه منك ! قال له : مرْحبْتي بيك جايْ من أبعيدْ ! مرحبتي بيك جاي تتكركرْ
مرحبتي بيك قدام لعبيدْ ! مرحبتي بيك قدام لكورْ 

غضبا أيضا غضب شديد ليقول له هذا الا سگريني عن.........!! لاكتشف أيضا بأن بعض المنظمات واصحابها ماهم إلا لجمع المال وتقسيمه على مزاجهم والمتاجرة بالبسطاء والدليل على ذالك !! اتخومي لغجر عن اتمرحيب بيه قدام من يدافع عنهم....
في المساء اخبرته امهم بقصتي ليتوعد لها بارسال جواز سفر لي في اقرب وقت من ما يجعلني انتظر شهور عشتها معهم كانو بمثابة الأهل كانت احسن شهور عشتها في حياتي حيث الأمان والاستقرار حتى أنهم هم من تدخلو في طلاقي من زوجي نصف الدكتور....!!
في مساء يوم من الايام حصلت المفاجئة : وهي في لحظة انبساطي بالأسرة الكريمة و ابطافيلات جميلات أحسست وقتها أنهن أخواتي !! دخلت علينا أختهم الكبرى مع صغيرها الرضيع و مساعدتها في تربيته "السكاته " ليفرح الجميع بالمفاجأة العظيمة افلان جات افلان جات وتسألها أمها باستغراب خير !! اين فلان !! لتجيبها في السيارة مع الشوفير انگزو الفاليزات.

الا الخير جايين هون في ويكَنْدْ وراجعين !! قلت في نفسي افلان اوووووف !! افلان مدمر حياتي !! فلان هو الرجل المسؤول في الدولة الذي ذكرت مسبقا !! الذي عشقته وانا عمري اربعة عشر سنة وتمنيت ان اجد منه ابن كإبنها وغنيت عليه وعلى ابني منه وهو وليد الخيال !
 
عندما دخل الرجل كان مبتسم أديب لا يتحدث كثيراً عكس اول يوم رايته فيه مع بائعة بيصام

لكن عادته لم تتغير وهي سرقة النظرات !! كان يسرق لي النظر وكأنه يقول ذي أخبارها هون !!

الكل وقف احتراما له وفتحو له صالون الضيوف ليدخل فيه هو و زوجته...... دخلنا المطبخ أيضا لنعد معمول انسيبهم المسؤول البطرون....!!

انتهينا من المطبخ وتعشى الجميع... وخلدو للنوم إلى انا كنت أتأمل في الكون وصغر الدنيا والصدف !! لأرى ابنتهم زوجته وهي تتسلل إلى أمها !! لتخبرها بان زوجها يقول انه يعرفني وان جدتي كانت جارته وكان يحسن عليها واني فتاة الليل والشارع ووجودي مع أخواتها خطر عليهم !!

نعم هذا ما حدث !! الرجل كان داهية !! يخاف على سمعته لذا قال كل شيء !! كل ما يعرفه وما لا يعرفه !! كان أيضا خائف من وجود احدى ضحاياه الغرامية مع احدى ضحاياه الزوجية...!! لأتفاجأ بأمهم في الصباح الباكر تقول لي اسمحي لنا يا ابنتي بقى لكي فوق السبع شهور وحان وقت ذهابك !! خذي هذو الاوقيات واذهبي إلى جدتك وابنتك....!

حينها فهمتها وعذرتها...!!

وقررت وقتها ان أعيش بمفردي ! ولا اعتمد على أي كان . وليس لي سوى جدتي وابنتي.....وان أعود لهم بشيء لا حافية الرجلين....!

ولا يهمني ماذا تقول الناس وان اعمل واجتهد ولا اهتم للبشر

على رأي صاحب القاف الماضي

خويا لا عدلِّي همي !! أنقدْ انقول انو خويا !!

ولا ما عدلِّي همي ! ما بويا حد ؤ لا خويا !!

خرجت من دارهم لا اعرف اين اذهب !! حينها جاتني فكرة الذهاب إلى تلك الفنانة التي تعرفت عليها في الكازينو ! ذهبت إلى بيتها لأجدها تتجهز لحفلة في المساء لأحد رجال الأعمال !! قالت لي مرحباً اتفضلي جيتي في وقتك !! بدأت اساعدها حتى انتهينا من التجهيز للحفلة التي ساتعرف فيها على مطربا صاعدا بما في الكلمة من معنى في ذالك الوقت ! وهو أخيها كان امعيدل ومحبوب وازوين و متليكسي :)

أخبط وزن كان امسميه لرهاص !! وزن ما يسمعوه قرايتْ للواحْ ما دخلو في المرجع ! يأشكيفْ اشويبه كيفي !! دخلت المرجع بدون تفكير و اتزيوَنْت الين ارقصت بدون تفكير !! الكل صفق وآخرون زرگو الفظه رقصتي كان رقصة جنونية شاذه عن ألعاده خليط بين الرقص الشرقي والهندي ...!!

انتهى الحفل لأتعرف على زوج آخر من طبقة أخرى استايل آخر وهو الفنان أخوها !! نعم تزوجته كنت أرى فيه مأساتي !! وحرماني.....!!! الفرق بيني وبينه ان ماساتي مادية بينما هو طبقيّه

رأيت في كلامه أحلام تجمعنا وهي العيش الحرية العدالة الاجتماعية !! وأحلام وطموحات الشباب وقتها !! كان حلمه الذهاب إلى أمريكا ليتعلم الرقص مثل ما يكل جاكسون والانجليزية أيضا لانه كان حينها يقلد توباك بانجليزيه خاصه به ههه..!

بينما انا كنت شارده لا حلم لي !! بدأت احلم معه لاكتشف حينها موهبتي في الرقص ليكون حلمي حينها ان اذهب إلى مصر أم الدنيا !! وبدل من ترقيص زر واحد انعود انرقص ازرورتي لثنين !! مثل فيفي عبدو ونجوى فؤاد...!

كما كنا نحلم بوضع موريتانيا الأولى فنيا وتطوير الفن ليصبح على الأقل مشهور عربيا

مع تحرره والاحلام والطموحات الجميلة الا انه كان مثلي ايضا تنقصه المعرفة والعلم لانه لم يكمل تعليمه لذا كانت طموحاته محدوده مع ان لديه الكثير من الاصدقاء من انواع الطبقات الإجتماعية وكانو حينها يشجعوننا كانت لهم هم ايضا احلام وطموحات كثيرة وكبيرة....!!
 

أتذكره الآن وهو يقول !! استمعي لهذا البرنامج وهو برنامج أدبي موريتاني !! كان الصحفي يسأل الأديب عن شيء من الهول قاله احد عظماء الوطن وفرسان الحي الساكن !! بعد ما قال الأديب القاف وهو :

قاعَدْ وأمْحاجَلْ = ريمي لعلاَ

من إِموتْ الراجلْ = ولاّ تَتْخَلا !!

قال اسمعي هذا المجتمع الذي يدعي الدين والفضيلة !! يفتخر بعظيم كان يمارس المعصية ويدعو لها ! ويعشق امرأة متزوجة ! ويعيدو ما يقوله كنوع من الاب والتراث !! واستغرب أكثر عندما قال الأديب : فلان كان رجل الكل يخاف منه وعندما هدده زوج عشيقته قال :

اهدّدْنِي راجلْ لمرَه ! وهدّدْنِي بأحْمار الْعَيْن

لَعادْ الّي عينو حمْرَه !! عيْنِيّانْ حمْرْ الثّنْتينْ



قال حينها !! هذا فن ركيك....!! وقررنا حينها ان نكتب أغاني وطنية !! تربوية رومانسية محترمه !!

في تلك الفتره لحنا الأغنية العظيمة التي هزت أرجاء دكار !! كانت بعنوان حب الوطن من الإيمان !!

كان يغنيها وأنا ارقص له بزر واحد....!!

كان يقول:

حب الوطن من الإيمان !! حب الوطن من الإيمان....... من الإيمان....
نحن بشر !! انا إنسان !! غير القدر !! فيه الحرمان !! حب الوطن من الإيمان ....!!
انا نَبْغِيكْ ! انا إنسان
واعلَ عزكْ ! عندي إدمانْ
حب الوطن من الإيمان.....حب الوطن من الإيمان

اعبيدْ اكورْ ! ولا بيظانْ
اجمعنا القدرْ ! افموريتانْ

حب الوطن من الإيمان !! والتفرقة من الشيطان





بعد ظهوره وشهرة الأغنية !! أتاني يوما ليخيرني بانه مهدد من قبل أهلي أي قبيلتي وأبناء عمومتي !! قلت في نفسي هل يمزح !!

كيف !! وأنا أكبرت يتيمة ولا اعرف سوى جدتي !! ولا قط حد منهم شد إخباري ولا نعرف حد منهم هون قاع !! ثم قلت اين كانوعندما تركت الدراسة !! وأين كانو وأنا سائبة مع كهل في عمر جدتي !! وأنا مطلقة لا املك ثمن الحليب لأبنتي وأين كانو وأنا انبلبعْ في اتراب وأصدق الخرافات !! وأين كانو وأنا مع ذالك الرجل نصف الدكتور الذي كنت بالنسبة له مجرد شهوة !! وأين كانو وأنا انْكر التبسام في كازينوهات ترفدني الغيرة وتطرحني !! وأين كانو و انا تتصدق عليا أسرة لا تربطني بها سوى علاقة الوطن والإنسانية !! أي قبيلة هذه أو مجتمع !! يفضلون كل شيء إلا ان أتزوج به !!

وفي يوما تفاجأة بخمسة شبان يهجمون علينا مثل البلطجية بالضرب والكلمات البذيئة سمعت أحدهم يقول انت شاك عن الدنيا سيبه تسحر أمنات الناس واتشغلهم معاك في الخزو وارقيص الدور اتخليها حالا ولا اتموت !! واخر يقول لي افظحتينا ما ريتي اشدك ماه ذ ...!! فقدت الوعي حينها لأستيقظ وأنا في حضن جدتي مع نفس الحجاب يتفتف عليا ويسقيني ترابه وماؤها ويقول هذا المره سحر والحكمة كحلة !! الحمد لله على اجبار الها اولاد عمها وامجيبتهم لها هون !!

هنا ينتهي الجزء الثاني من القصة التدوينة القادمة الجزء الثالث









Saturday, September 14, 2013

انا المرأة الحديدية





انا فتاة يتيمة تربيت مع جدتي البسيطة في حي بسيط كنا نعيش على البركة والقناعة .
 
دخلت الابتدائية وتعلمت فيها وتخرجت منها بالنشيد الشهير !!
مدِيرٌنا وَلْ اصْنَيْبَا ! كَرْشُهُ كرْشْ الخَبْخَاباَ ! 

وايْدٌه ايْدٌ لَكْرَابا و جِپٌهٌ جِپٌو جَيْنَاباَ

مع بعض الشعارات الثورية مثل : غاَرَى غاَرى سيدتي النّغَارَه .
 
ما ذا تنتظرون من يتيمة تسكن مع جدتها البسيطة و يعيشن على البركة ولا يملكن مصروف الخبز اليومي ما بالكم بثمن الدروس الخصوصية !! اكيد لن تتعلم غير هذا النوع من  ألاناشيد والشعارات!

المهم دخلت الإعدادية وأنا فرحانه أني " ابْلَيْوَى" وعندي " اكْلَاسَيْرْ "احمر ، دائماً انتم انْشّدو معدلتو اطبل وانگول اعليه التبراع واحيانا اقويفات ما خاسر اعليهم شي .

وفي يوم من الأيام وأنا جالسة مع بائعة بيصام أمام الإعدادية ، وقف علينا ذالك الرجل المسؤول في الدولة صاحب السيارة الرباعية الدفع ! جاء لتوصيل ابنته التي في عمري!  فصرخت البائعة وقالت " افلان هاه ذاك زين !! الا تتوخظ أعلينا ما اتسلم " قال لها "وخيرت وخيرت انتي اشحالك واشطاري فيك...!!"
كأنه يعرفها من زمان... لأعرف بعد ذالك انه كان متزوج من جارتها..!!
ثم سألها :" ذي لي معاك منهي ؟" قالت : ذي منت افلانه الله يرحمها .
 قال لها الله يرحمها ، ذاك الحق أن ذ من ازوين ماه جاي من لخلا !! حينها استغربت !!

بقدر ما استغربت معرفته لامي استغربت اكثر غزله لي ! وانا في سن ابنته صاحبة 14  سنة !
وطال الحديث لأعرف انه مَزّوْفَفْ و امْشَعْشَعْ وعرّاسْ !!

المهم انتهى الحديث وذهب هو وذهبت انا إلى جدتي وحكيت لها ما حدث ، فقالت اصل اشكم يا منتي !!

 افلان راجل معلوم مع النساء !!

 ماذا تنتظرون من فتاة عمرها 14 سنة في مجتمع مادي أن تفعل !!
 
فعلا تعلقت بالرجل اللذي في عمر جدتي !! بدأت اتبرع عليه !

قلت وقتها : مولانا العوْنْ ؤ لِيعانا !! ؤذِي الْفَتْرَه قَهْرٌو اعْلِيّانا !!

 وفي المساء عدت للإعدادية ولكن هذه المرة لم ادخل الفصل !!
بل ذهبت لبائعة "بصام" و بدأت اسألها عن الرجل كم من إمرءة تزوج كم عدد اولاده وعدد قصوره وماله و وظائفه....!!
فاجابتني البائعة : يا منتي الخلاصة هو رجل غني جداً وله عشرة أبناء وعشرون بنت ولا فيهم اثنان شقيقان ولا شقيان لانه مهتم بابنائه وكريم مع زوجاته السابقات وأي امرأة تحلم بانها تلد منه !!
انتهى الحديث بيننا وعدت للبيت " أنشد اكْلَاسَيْرْ " وأقول :

يا مولانا لا تَكْتَنِّي ما شَفْتْ الحَبْ امْحَفّلْنيِ . وهي تبريعة الموراهقات المشهورة !

بدأت احلم واتخيل أني زوجته واتخيل أيضا ذالك الولد الصغير الذي سيحملنا من دار الفقر للغنى !! حتى أني حينها قلت : 

ؤٌلَيْدْ الْخَيالْ أَرَاعِي بوٌهْ !! في الدّنْيَا يَسّدّرْ مَزَالْ !

ماهٌ عالمْ بَنَّا نَبْغوٌهْ !! يَسدّرْ باَطْ ابْدِيكْ الٍحَالْ.

وبدأت زيارتي لأولى للگرانه ..... وكزان ...وكزان 

وعَدْتْ انقول ! عالم مولانا !! الا عنو اطرحنا لگزانه! 

 
وفي يوم من الأيام اكتشفت انه لا يتزوج إلى من بنات الأغنياء أو الوجهاء من السياسة والقبيلة وزواجه زواج مصلحة....!! و "ابرستيج" !
 
خسرت الدراسة وبدأت السيبة واصبحت ساعتها ابحث عن المال وباي طريقك......!!!

احمى راس جداتي وعادت الا تبغي تجبر حد اتوحني فيه !!

مع انها عندما يأتوها الجيران ويخبروها عن ما افعله تقول لهم احمدو الله الي ما عندكم الفاتنات :) !

وفي ليلة من ليالي الكفس والكبطه دخل علينا ابن عم لي كان والده يساعدنا من حين لآخر وراني ......!!

حينها انفشيت اشوي وعدت انقرب من ارض الواقع !!
ليلتها قلت لجدتي ما رأيك في فلان ؟
قالت فلان ابن فلان الرومانسي لمغني كان يعشق فلانه وقال أعليها شي ما قط انقال ولا اتل لاه ينقال الكيفه !!

من هنا دخللت الرومانسية في الدماغ والقلب وبدأت ابحث عنه لعله يشبه أباه...! وأنا في رحلة البحث أتانا ابن عم آخر لنا مع أخواته لخطبتي !
كانت بالنسبة لي مفاجئة ! المهم وافقت جدتي ومن هنا بدأنا التعارف !
كنت وأنا انْتَّيي على لمّاعين اضربهم باظافري وادندن حينها سمع صوتي وقال : ارفعي ذاك الفوق ! جاك گاف !!
طرت من الفرحة لانه رومانسي و امغني ...وقلت في نفسي هذا هو صاحبي الي انلود له .
رفعت صوتي قليلا بالغناء وقلت له ذاك الگاف اشكيفو ؟ قال 

يا افْلاَنَه انتي ما يَكْفِيكْ !! افْ لَوْحِي مكتوب اعْلَنِّي  

لاهَ انموتْ انا نَبْغِيكْ ! يومْ الْمَحْشَرْ نَشْهَدْ بَنِّي

واو ! صدقت ما قاله وبدأت اتأقلم معه وتزوجنا !
زواجنا كان زواج تقليدي جداً ولكني لم اهتم!
كل ما كان يهمني هو الحياة الزوجية السعيدة  
كنت حينها مستعدة لفعل أي شيء المهم أن يوفي بوعده " إموت يبغيني ويوم المحشر يشهد بانه يبغيني :) كما قال في القاف السابق !!
لكن للأسف الحياة ليست مشاعر و احاسيس الحياة أخذ وعطاء وهموم ومشاكل !
وهو لم يكن يملك ما يعطي وأنا من مجتمع المراة فيه لا تعرف الا هات وخذي !! 
بدأت المشاكل عند اول حمل لي !!
وانتهت بالطلاق بعد ما اكتشفنا ان الحياة بيننا لا تصلح !!
بعدها اتولدت ابنتي وألكل فرح بها !الا انا !
حيث أرى فيها ما عانيته من فقر وقهر ويتم ومشاكل اجتماعية ! ورايت فيها ايضا صغري وانا يتيمة الام "الله يرحمها " ويتيمة الاب الذي هاجر ولا اعرف عنه شيء وهو ما سيفعله ابوها !لاني اعرفه وعاشرته !
المهم بدأت رحلة تهجال أخرى !!
لكنها هذه المرة مع مطلقة وليست مراهقة !! وبدأت الأيام تضرب فينا انا وجدتي الضعيفة وابنتي الصغيرة التي اختفى والدها عنا بعد اول يوم في المستشفى !!
أصبحنا لا نراه إلى من عيد الأضحى الأضحى !!
كبرت البنت وكثرت مشاكلها حتى أنها أصبحت لا تطاق ! وفي يوم من الأيام أصابتها الحمى واغمى عليها !! قام الكل " اعيط الطفلة داست الطفلة داست !! وبعضهم يقول الطفلة ممصوصة أو مسلولة !
 اخذتها وذهبت بها إلى شيخ حجاب بجوارنا لأن الجيران نصحوني به وقالو لي بيده بركه وشفاء!
 دخلت عليه فإذا به شيخ هرم نوراني مكمش وعنده التجاعيد في الخدود والجبهة اتمتم وحده وعنده تسبيح عشرة أمتار  
دخل قلبي وارتحت  له بعد التحية نظر الي وقال أمراض التركه من اذنوب والديهم !! استغربت وقلت له ماذا تقصد قال استري نفسك انتي اگلعتي رأسك من ابن عمك وهو غضبان عليك !
قلت في نفسي اللى والله يمنادم الا ولي ولا مكاشف له ..!
ثم قلت نعم جزاك الله خير ما الحل قال الحل في حل المشكلة الاساسية وهي انك تفتصلي مع جنْ من اهل لخله متزوج بك وهو سبب تهجالك ومشاكلك الزوجية !! انه جن اناني يريدك وحدك ولا يريد معك احد وان لم تتخلصي منه قد يقتل ابنتك كي لا تشاركه فيك !! 
صراحة خفت وارتعشت!
قال لا تخافي واذهبي إلى فلانه في الغرفة المجاورة وستخبرك بما تفعيله...!
دخلت على السيدة التي قال لي فإذا بها إمرأة متعدله حسنة الخلق لحلاحة امعلقه خمسين حرز في رقبتها !
قالت لي السيدة خذي هذه صرة اتراب وتمي خوظها وشربي ماءها واسقيها منها أخذت صرة التراب وعدت إلى البيت وأخذت شيء من تراب وفعلت ما قالته لي حينها أحسست براحة تامة وطمأنينة ! نعم طمأنينة !! أنها تراب بحرنا الطاهر لم تلمسها سوى أيادي شيخنا الورع الطاهر التقي ولم يشبها إلى ريقه وهو يبصق فيها ! 
 
دخلت الحمام واغتسلت وكنت حينها أحس باني كالطفلة البريئة التي اتولدت لأول مره ! فأخبرت جدتي بما يجري لأني تعودت على أخبارها بكل شيء ولأنها صاحبة خبرة اجتماعية ويقول المثل الشعبي : الي سبقك بالويلة سبقك باحويلة ! 
قالت وخيرت وخيرت ذاك مّالو عراس البايرات !! قلت لها شنه !! قالت لي ذاك الين اتجيه واتصارحيه بغايتك تتعدل !! ونحن في الحديث ذهو المغرب عاد لاه يدخل و الصغيرة كيف شيء متعبة !! فقلت في نفسي اصارحه بالحقيقة وأقول له أني أريد رجل للبيت يكن ابنا لجدتي وأبا لابنتي ! ولكني قررت ان اطلب الله قبله حينها قلت 

يا مولانا يلي ما اتزول ! يلي حق الملك لك 

يا مولانا وجه أرسول ! عدلي ذاك القلت لك 

قلتها و بأسلوب حزين لأني وقتها سمعت خبر طلاق زوجي أبو ابنتي من زوجته التي لم اعلم بانه تزوجها قط وزواجه من أخرى !! 

ثم تنهولت تنهولت وعدت الا انصب في التبراع وأنكر الودع !!

جاء وقت العشاء ، تعشيت وعشيت اطفيلة وقلت انسحمها يمكن مصگوعة !! بعد ما تعشات واستحمت حسيتها احسن بل قامت تلعب  وعادت لطبيعتها اخذتها وضميتها على صدري وقلت 

يَا مَنْتِي ذكري موْلانا ! وگَعْدِي خليني انْصّلِي

بوكْ امْشَ عنَّا ماجانا ! كلْ إمْرَه إجِيها وِي وَلِّي !!

وطال الليل والتفكير بالغد للذي سأذهب فيه لشيخنا واصارحه....!! 

في الصباح الباكر ذهبت إلى شيخنا وصارحته....! حينها قال غالية والطلب رخيص اذهبي واشتري لي خاتم من الفضة قلت له موجود ، (لأنني كنت قد أخذت فكره مسبقة عن الموضوع ) ، أخذ الخاتم وقرأ عليه.....!!
بعدها قال صرة واحدة من التراب لا تكفيك يجب ان تشتري صرتين في الاسبوع على الأقل !! وربنا سيفعل ما يشاء .

ذهبت لنفس المرأة واخبرتها بما قاله الشيخ . ضحكت وقالت خيك يمي اتصارحي شيخنا اگبال بانك الدوري راجل...!!
أخذت صرتيْن من التراب و ذهبت للمنزل.
 
بدأت استعمل التراب في الماء مضت أسابيع و شهور ولم يحدث شيء وأصبحت حياتي كلها في شراء التراب وشربها لعلني اجد الفرج...!
وعندما طال الوقت قلت للمرأة التي اشتري من عنها تراب الشيخ : لم يحدث شيء ! ما السبب ؟!
قالت لي ما ذا تفعلين قلت لها أضع التراب في كأس ماء وانتظرها حتى تنزل واشربها ! قالت لي خطء آاكلي التراب أيضا وسترين !! 
عدت للبيت مسرعة وأخذت التراب وبدأت أكلها واشرب ماءها !!
 ولم اقضي يومين حتى أصبت بألم حاد و تقيئ!! اخذوني مسرعين للمستشفى الوطني الذي كان مغتظا بالمرضى ولا يوجد فيه سوى طبيب واحد ويجب دفع مصاريف الدخول للحالات المستعجلة قبل التشخيص !! بعد ما سجلنا ودفعنا الفاتورة دخلت في قاعة مغتظة بمرضى السل والسيدا والربو والحمى الصفراء والخضراء وأصحاب تصفية الكلي وأهل الربو ومن لا يعرفون من ما يشتكون أمثالي !! صرخت في وجوههم وقلت منكم لله أني أموت !! ضحك الطبيب وقال كل شيء هنا بالأرقام حتى أزرائيل لن يأتيك حتى ينتهي من من هم قبلك !! ضحكت جدتي وقالت ازوين هذا الطبيب !! بعدها تعرفنا عليه فإذا به يقرب لنا !! فأخذني ولله الحمد قبل أزرائيل وكل الموجودين !! وبدأ الفحوصات ليكتشف انه وللحمد لله أيضا وبفضل تراب شيخنا سينفجر المصران الزائد ويكون فاتحة خير عليا لأتعرف على زوج المستقبل !! بعد العملية وخروجي من المستشفى اصبح الدكتور يأتينا من حين لآخر وبدء يتقرب مني ! وبعد ما شفي الجرح تزوجنا لنذهب في شهر العسل إلى دكار مكان دراسته . 

هنا ينتهي الجزء الأول من القصة التدوينة القادمة ستكون الجزء الثاني